محطات في حياة اليهود في المغرب|| يهود المغرب

محطات في حياة يهود المغرب

اليهود المغاربة أو المغاربة اليهود هم المغاربة الذين يدينون بالديانة اليهودية، الذين يوجد بقايا منهم حتى يومنا هذا في المغرب، أنها قصة واحدة من أكبر وأهم الجاليات اليهودية في جميع الدول العربية.. اليهود في المغرب.

بحسب الرواية الأشهر تاريخيًا ترجع إلى أن اليهود عاشوا ف المغرب منذ ٢٨ قرن، حيث تشير المصادر إلى أن هدم الهيكل الأول المنسوب الى النبي سليمان عام 586 ق.م نتج عنه هجرة عدد كبير من اليهود الي المغرب. 

محطات في حياة اليهود في المغرب 

بعد الفتح الإسلامي للمغرب في القرن السابع الميلادي، قام إدريس الأول بتوحيد القبائل، عندما وجد فيها تنوع قبلي من المسيحيين واليهود والوثنيين، حيث قام بتوحيديهم وأسس أول دولة عاصمتها “فاس”، وتم تحديد الوضع الاجتماعي والديني لليهود لأول مرة كأهل ذمة، وقد انعكس ذلك عليهم بالإيجاب. 

وأصبحت فاس عاصمة علميه للمغرب ومركزًا للثقافه اليهودية واليهود في المغرب، خاصة عند ظهور العلماء الأوائل ف النحو والشعر، كما برز رجال الفقه اليهودي كالحاخام إسحاق الفاسي والفيلسوف والطبيب موسي ابن ميمون. كان حال اليهود جيدً، حيث خدموا الحكام كمترجمين وشرفاء وضباط جمارك، إلا أنهم عانوا في ظل حكم الموحدين من الاضطهاد الشديد.

في نهاية القرن الرابع عشر بدأ اليهود الذين تعرضوا للاضطهاد في اسبانيا في القدوم إلي المغرب، واستقروا في عدة مدن، وكانوا يتحدثون الإسبانية والعبرية، إلي جانب المخضرمين الذين كانوا يتحدثون العربية والعبرية. حافظ اليهود على اللغة الإسبانية اليهودية حتي القرن العشرين حتي اندمج المتدينين تدريجيًا في المجتمع اليهودي المحلي بل شكلوا نخبة اقتصادية وحاخامية جديدة في فاس ومكناس ومدن أخري، كما أدخل الحاخامات ذو الأصول السفاردية لوائح لتنظيم الحياة الداخلية للمجتمع. 

وفي عام 1438 تم إنشاء أول جيتو يهودي في المغرب في مدينة فاس المعروف بـ ” الملاح”، بعده تم إنشاء ملاح في مدن أخرى في المغرب.

سُمي الحي اليهودي في المغرب بهذا الاسم لعدة أسباب، حيث يرى البعض أن أصل الاسم Malach  يرتبط بعادات كانت موجودة حتي القرن التاسع عشر لدى اليهود في المغرب، والتي بموجبها قام اليهود كجزء من الأعمال العامة الدينية بتقديم رؤوس الجلادين، ورواية أخرى تقول أن المنطقة المخصصة للحي اليهودي في فاس كانت حتي ذلك الحين سوقًا لبيع الملح. 

وخلال الاحتلال العثماني للمغرب تحسن وضع اليهود في المغرب ولكن لم ينجح الأتراك في منع اضطرابات السكان المحليين ضد اليهود. وتعد أحداث الشغب التي حدثت عام 1864 في مدينتي مراكش وفاس، والتي قتل فيها 500 يهودي دليل على ذلك، بحسب رأي بعض المصادر العبرية. 

في عام 1912 احتلت فرنسا المغرب، وعلي الرغم من أن اليهود هناك لم يتمتعوا بنفس حقوق الحماية التي تمتع بها يهود الجزائر وتونس، ولكن كان هناك تحسن إيجابي في وضع اليهود.حيث اندمج اليهود في حياة الدولة وحتي في السياسة المحلية كان حوالي 73% من يهود البلاد من سكان المدن.

يهود المغرب أثناء الحرب العالمية الثانية  

بدأمعظم يهود شمال أفريقيا تحت الاحتلال الفرنسي يفقدون حقوقهم وظائفهم الدائمة، حيث تم طرد العديد من العمال من المكاتب الحكومية، ولم يسمح لليهود العيش خارج الملاح، وفي عام 1941 بدأ تسجيل ممتلكات اليهود، والتي قُدرت بـ 153 مليون فرنك فرنسي. 

كان وضع اليهود يزداد سوءًا عندما دخل الجنرال الألماني روميل مدينه بنغازي في ليبيا، تم نقل اكتر من 2000 يهودي إلى الصحراء، وفي نوفمبر 1941 تم ارسال 5000 يهودي إلى معسكرات الإبادة في أوروبا وأطلقوا عليهم النار، بحسب الرواية اليهودية.

ويروي اليهود أنه بعد المذبحة التي حدثت في ليبيا عام 1945 هاجر 31000 يهودي إلي إسرائيل، ولكن عندما تولي الجنرال الفرنسي شارل ديفوار قيادة الجيش الفرنسي تغييرت حياة اليهود في شمال أفريقيا للأفضل. 

الهجرة من المغرب 

بعد قيام الدولة الصهيونية عام 1948، كانت بداية الهجرة من المغرب، لكن الإسرائيليين لم يرحلوا بكل اليهود المغاربة، فقد وضعت القيادة اليهودية الإسرائيلية شروطًا للهجرة إلى إسرائيل، وكانت تفضل قبول اليهود الشبان الذين يمكنهم المساهمة في تطوير الدولة. 

وبعد استقلال المغرب عام 1956 اصبحت هجرة اليهود غير شرعية، وبدأت إسرائيل تهربهم خفية، وعلي الرغم من محاولات الملك محمد الخامس باقناع اليهود بأن يواصلوا التمتع بالأمن والحماية، حيث عين لهذا الهدف وزير يهوديًا في حكومته، وهو ليون بن زاكين الذي عين وزيرًا للبريد، رغم هذا هرب خلال تلك الفترة 30 ألف يهودي إلى إسرائيل.

في عام 1961 حدثت اضطرابات جعلت الهجرة سرية، وفي أوائل الستينيات وصل إلي اسرائيل نحو 80 ألف مغربي يهودي بطرق شرعية، وإجمالاً وصل إلي إسرائيل علي مر السنين 250 ألف يهودي مغربي.

الصعوبات التي تعرض لها يهود المغرب في إسرائيل 

مثلهم مثل أي يهودي من أصول عربية، تعرض يهود المغرب إلى صعوبات عديدة عند وصولهم إلى فلسطين، فقد عانوا من نظرة دونية إليهم كأشخاص دون حضارة و بدائيين؛ وذلك علي الرغم من حضارتهم المتنوعة والثرية، كما تعرضوا هناك إلى الاضطهاد والتمييز ضدهم، ودليل على ذلك حادثتين الأولي عام 1959، والثانية في السبعينيات مع إقامة حركه “الفهود السود” الإسرائيلية، التي مثلت المنحدرين من دول الإسلام  في اسرائيل،  وطالبت بالتوقف عن التمييز ضدهم.

كما نظمت تلك الحركة التي قادها مهاجرون مغربيون والتي تظاهر بها آلاف من الأشخاص في قلب القدس؛ وقد أدى ذلك الاحتجاج العنيف إلي استجابة الحكومة إلي مطلب مناقشة مطالب الفهود بجدية، حتي أنها أقامت لجنة عامه لإيجاد حل المشكلة وفي أعقاب ذلك وجهت بعض الوزارات موازناتها التي تعني بشؤون الاجتماعية، ووجهت أموالها إلي الاهتمام بتلك المشكلات. كما أدت تلك الاضطهاد بكثيرين من أصول مغربية بالإطاحة بحزب مباي ( حزب عمال أرض إسرائيل ) عام 1977 وإيصال حزب الليكود للحكم .

يهود المغرب علي المستوي الثقافي والحضاري 

تميزت لغة يهود المغرب وأدبهم بثرائها، وتختلف لغة اليهودية المغربية من مكان لآخر؛ فاللغة اليهودية المغربية تختلف عن المغاربة العرب بينما ينطق اليهود الذين هم من أصول إسبانية بلغة “الحاكيتيا “، وهي لغة اللادينو، بينما ينطق يهود الجبال المغربية بلهجات متفرعة من اللهجة الأمازيغية الأطلسية.

كما يتميز الشعر اليهودي المغربي انه يوجد به مواضع من حضارات شتي، كما أنه يتميز بدمج بين مواضع كلاسيكية ومواصفات أندلسية أبرزت أثر التأثر الأندلسي علي مر العصور. كما كانت المغرب مركزًا للشعر الديني اليهودي الذي منح اليهود قصائد ينشدونها في المجامع في السبوت في الشتاء، نموذج هذه العادة التي تعود إلي يهود الأندلس بين التسبيح والثناء علي السبت مع الحنين إلي “أرض إسرائيل”.  

عن إيمان عمر عبد النعيم

شاهد أيضاً

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي