مقتطفات من خطاب جولدا مائير في اليوم الأول لحرب أكتوبر

خطاب جولدا مائير في اليوم الأول من حرب أكتوبر

بعد ساعات قليلة من بداية حرب السادس من أكتوبر 1973م، ألقت رئيسة الحكومة الإسرائيلية جولدا مائير خطابًا عامًا (تم بثه على التلفزيون والإذاعة الإسرائيلية). نعرض هنا بعض المقتطفات المهمة من هذا الخطاب:

“مواطنو إسرائيل، في حوالي الساعة الثانية بعد الظهر، شنت جيوش مصر وسوريا هجومًا على إسرائيل، وقاموا بشن سلسلة من الغارات الجوية، وهجومًا بالمدرعات والمدفعية. وقد قاتل الجيش الإسرائيلي وصد الهجوم، وتكبد العدو خسائر فادحة”.

للمزيد إقرأ أيضًا:

“وقد خطط حكام مصر وسوريا لهذا منذ فترة طويلة بانتهاك وقف إطلاق النار. ومن فرط حقارتهم ينشر المعتدون أخبارًا كاذبة بأن إسرائيل هي من بدأت بإطلاق النار. بيد أن استئناف القتال وسفك الدماء، هي بالكامل مسئوليتهم”.

“وقد أمل أعداءنا مفاجأة مواطني إسرائيل في عيد الغفران، في الوقت الذي ينشغل فيه الكثيرون بالصوم والصلاة في المعبد. لقد اعتقد المعتدون علينا أننا في عيد الغفران لن نكون مستعدون لرد الصاع صاعين. لم نتفاجأ”.

“منذ عدة أيام علمت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، أن جيوش مصر وسوريا يستعدان لهجوم مشترك. وكشفت دوريات الجيش الإسرائيلي أنه بالقرب من قناة السويس وكذلك في مرتفعات الجولان، تم حشد قوات عسكرية كبيرة استعدادًا للهجوم. وقد أكدت تقارير الدوريات الخبر. واستعدت قوانتا كما ينبغي لمواجهة الخطر”.

“ليس لدينا أدنى شك في انتصارنا، لكن بناء على ما نما إلى علمنا- فإن استئناف العدوان المصري السوري هو من قبيل الجنون. قلنا أن نمنع التصعيد. وتوجهنا لمصادر سياسية مؤثرة، بهدف منع المبادرة الإجرامية لحكام مصر وسوريا. وفي الوقت المناسب لفتنا انتباه المصادر السياسية الصديقة بالمعلومات الدقيقة بشأن خطط شن هجوم ضد إسرائيل. وطالبناهم بالعمل على منع الحرب، غير أن الهجوم المصري السوري بدأ، وبالتأكيد فإن جيش الدفاع الإسرائيلي يستعد لصد هجوم العدو، ومنذ الصباح تمت الموافقة والبدء في التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط”.

“ونظرًا لخطورة المعلومات اضطررنا لدعوة الحكومة للاجتماع في عيد الغفران بالفعل. وقد بدأ الهجوم أثناء الاجتماع. وقد أذنت الحكومة لجيش الدفاع الإسرائيلي بالتصرف في الخطوط الأمامية لإطلاق النار على نحو ما تتطلبه مقتضيات المعركة، لتحقيق النصر، وقد تم منح الوزراء صلاحيات إصدار أوامر الطوارئ اللازمة”.

“مواطني إسرائيل! ليست هذه المرة الأولى التي نواجه فيها اختبار حرب تفرض علينا. ليس لدي أدنى شك، أنه لن يصاب أي أحد بالذعر. وبالتأكيد ستؤدي التعبئة إلى صعوبات ومضايقات في روتين الحياة والعمل. لكن الآن كما كان في الماضي، علينا تقبل الصعوبات من خلال معرفة تامة. نحن جميعًا مدعوون للتصرف بمسئولية وانضباط. علينا أن نكون مستعدين لجميع الأعباء والتضحيات المطلوبة للدفاع عن جوهر وجودنا، وحريتنا واستقلالنا. سنتصرف كما ينبغي لأبناءنا، جنود إسرائيل، الذين يقومون بواجبهم بشجاعة، في الطائرات، والمدرعات، والسفن، وبجانب البنادق، وفي كل الوحدات والهيئات. في المواقع، والمستوطنات، في خطوط النار في جميع القطاعات. إننا نثق في كل قلب في روح وقوة جيش الدفاع الإسرائيلي في هزيمة العدو. إن انتصار جيش الدفاع الإسرائيلي- هو الضمان الآمن للحياة والسلام”.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

مسلسل اليهود قادمون| الرد على أن فلسطين كانت أرض مقفرة

الرد على أن فلسطين كانت أرض مقفرة|| مسلسل اليهود قادمون