شهادات الإسرائيليين في معركة المزرعة الصينية: “أُرسلنا لنكون طعامًا للدبابات”:

“أُرسلنا لنكون طعامًا للدبابات”: شهادات الإسرائيليين في معركة المزرعة الصينية

تعد معركة المزرعة الصينية أكبر معركة دبابات منذ الحرب العالمية الثانية. حيث قُدرت حجم القوات المصرية ما بين 400 إلى 1000 دبابة و 5000 جندي مشاة ميكانيكي. في مواجهة 800 دبابة إسرائيلية محصنة مع دعم قوات المشاة.

وبسبب ما تكبدته القوات الإسرائيلية من خسائر فادحة في المعركة، وصف قادة الجيش الإسرائيلي في المعركة ما حدث للقوات الإسرائيلية، التي فوجئت بشجاعة الجندي المصري وإصراره على التخلص من عار الهزيمة واسترداد الأرض.

شهادات الإسرائيليين في معركة المزرعة الصينية

يقول المظلي الإسرائيلي موزيح سيجيل أن: “المصريين حفروا الخنادق مثل حدوة حصان؛ فتمكنوا من إطلاق النار علينا من ثلاث جهات. كان هناك سجادة من الطلقات في كل مكان. اعتقدت من هنا أننا لن نخرج أحياء. هذا هو مصيرنا”.

كما يروي “يوريك فارتا” أحد الجنود الذين نجوا من المعركة: “أعتقد أنني وزملائي أرسلنا إلى هذه المعركة لنكون طعاما للدبابات”.

للمزيد إقرأ أيضًا:

أما “إيلان كوهين” وهو جندى احتياط فيقول: “شاركت في مهمة الإنقاذ، لمحت ثلاثة جنود جرحى، نزلت من السيارة المدرعة، لكى أخلصهم، وعلى بعد ثلاثين مترًا سمعت صوت انفجار مخيف، رفعت رأسى وصعقت من منظر آثار احتكاك صاروخ آر بي جي المضاد للدبابات بسطح السيارة المدرعة، ولم تخرج سيارة مدرعة إسرائيلية من هذه المعركة بدون جرح غائر”.

صواريخ آر بي جي مفاجئة الحرب المرعبة

كما يروي الجندي الإسرائيلي”شوكى فاينشتين”: “لقد كانت صواريخ آر بي جي الروسية مفاجأة الحرب المرعبة لسلاح المدرعات الإسرائيلي، لقد كانت مفاجأة كريهة بكل المقاييس، لم نتدرب على مواجهتها من قبل، كما لم نتدرب على تخليص جرحى في ميدان مكشوف، سماؤه تمطر صواريخ مصرية مفترسة”.

المزرعة الصينية

ويضيف الجندي الإسرائيلي”جفرى أليعازر”: “لقد رأيت الصواريخ تتطاير أمام وجهى، وتتقدم نحوي بسرعة البرق، في البداية لم أعرف ما نوع هذه المقذوفات، وكنت أصرخ في زملائى لكي ينبطحوا، وبعد ذلك بدأنا نحاول تفاديها والهرب منها بأي طريقة”.

المصريون كانوا سكارى بالنصر

أما الجنرال “موشيه عفرى” فيقول: “لقد فاجأنا الجنود المصريون بشجاعتهم وإصرارهم، لقد تربى أبناء جيلي على قصص خرافية عن الجندي المصري الذي ما أن يرى دبابة تنقض عليه، حتى يخلع حذاءه ويبدأ في الهرب بعيدًا. وهذا ما لم يحدث في المزرعة الصينية استيقظنا على الحقيقة المرة. لم تنخلع قلوبهم أمام الدبابات، كانوا يلتفون في نصف دوائر حول دباباتنا، ويوجهون صواريخ آر بى جى في إصرار منقطع النظير ليس لدى تفسير لهذا الموقف سوى أنهم كانوا سكارى بالنصر، وفي مثل هذه الحالة ليس للدبابة أي فرصة في المعركة”.

ويضيف أحد الجنود الإسرائيليون: “كنا نظن دائماً أننا الأقوى وأن أحداً لايستطيع هزيمتنا.. وفجأة وجدنا أنفسنا نحاول الهروب للنجاة بأنفسنا.. وتواجه مواقف صعبة للغاية .. ويجب عليك أن تنظم صفوفك .. ولا تسير الأمور دائماً على نحو جيد .. إضطررنا لسرقة المعدات حيث كنا نعلم أننا لن نحصل على عتاد .. ذهبنا إلى سيناء للقتال برشاشات طراز عوزى .. .وكنا نرى الطلقات فى الليل لا تصيب هدفها وتسقط على الأرض .. وترى سواتر ترابية تتصدى لطلقاتنا النارية  .. كذلك أرسلونا لمواجهة جيش كان  أكثر جاهزية منا  .. كل هذا يحدث أمامك فى ليلة واحدة يا لها من صدمة”. 

شهادة موشيه ديان في معركة المزرعة الصينية

لم اشاهد على الإطلاق مثل ذلك المنظر لا على الطبيعة ولا في اللوحات ولا في أفظع الأفلام السينمائية الحربية

روى موشيه دايان عقب زيارته للمزرعة الصينية يوم السابع عشر من أكتوبر برفقة أرئيل شارون: “لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت هناك المئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان، ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني ألا أجد علامة الجيش الإسرائيلي، عليها وانقبض قلبي فقد كان هناك كثير من الدبابات الإسرائيلية”.

يصف موشيه دايان في مذكراته قصة لقاءه مع الكولونيل “عوزى يائيرى” قائد قوة المظلات الإسرائيلية التي شاركت في معركة المزرعة الصينية قائلاً: “كنت اعرف عوزى جيدًا منذ أن كان مديرًا لمكتب رئيس الأركان في عهد الجنرال حاييم بارليف، وكنت أعرف أنه فقد الكثير من رجاله في المعركة، ولكني لم أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب وكان وجهه يحمل علامات حزن تفوق الوصف”.

كما وصف موشى ديان هذه الزيارة التي كانت أول زيارة له إلى الضفة الغربية للقناة في مذكراته فقال: “طلب مني ايريك (شارون) بعد عبورنا القناة أن نصعد على ظهر عربة مدرعة، ولكني فضلت أن أقطع جزءًا من الطريق سيرًا على الأقدام. وكان رجال المظلات يرقدون على المنحدرات الترابية وهم يحملون المعدات الشخصية، وكانوا مجهدين وعيونهم نصف مغمضة. بينما في اقصى الغرب في عمق أرض العدو كانت تقف عدة دبابات، أخبرني ايريك أنه ترك سبعة دبابات مع العقيد داني مات (قائد لواء المظلات) للدفاع عن رأس الكوبري بينما تقف باقي الدبابات التي يزيد عددها على العشرين دبابة على الجبهة الامامية. وانهم في اليوم السابق (16 أكتوبر)، وأثناء العمليات على الضفة الغربية عطلوا 20 دبابة مصرية، ودمروا بطاريتين من صواريخ الدفاع الجوي سام”.

وبعد الظهر، وصل موشي ديان إلى أرض المعركة برفقة شارون، وقد وصف ديان في مذكراته هذه الزيارة التي قام بها للمزرعة الصينية فقال: “لم استطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لها، فقد كانت مئات من العربات العسكرية المهشمة والمحترقة متناثرة في كل مكان وبعضها ما زال يتصاعد منه الدخان، كما كانت هناك دبابات اسرائيلية ودبابات مصرية لا يبعد بعضها عن بعض سوى بضع ياردات”.

ويضيف ديان: “وكانت هناك ايضا عربات نقل إمدادات مهجورة فاجأتها الغارة الجوية وقذائف المدفعية، وكانت بين الاسلحة والمعدات بطاريات سام 2 وسام 3، وكان وسط كل بطارية منصة ثابتة لإطلاق الصواريخ وحولها عربات محملة بالصواريخ بعضها سليم لم يمس وبعضها مدمر. ومع اقترابنا من كل دبابة كان الأمل يراودني ألا أجد علامة الجيش الاسرائيلي عليها، وانقبض قلبي كان هناك الكثير من الدبابات الاسرائيلية.

ومع ان مناظر الحرب أو المعركة لم تكن غريبة بالنسبة لي، فإنني لم اشاهد على الإطلاق مثل ذلك المنظر لا على الطبيعة ولا في اللوحات ولا في أفظع الأفلام السينمائية الحربية. لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة أليمة يمتد إلى أبعد ما تستطيع العين الوصول إليه. كانت الدبابات والمركبات والعربات المدرعة والمدافع وعربات نقل الذخيرة المعطلة والمقلوبة والمحترقة دليلا مروعا على المعركة الرهيبة التي دارت هنا”.

انظر إلى وادي الموت هذا!

وعندما شاهد آمنون تأثر موشى ديان الشدي وارتجافه واندهاشه بسبب آثار هذه المعركة الوحشية “معركة المزرعة الصينية” قال له: “انظر الى وادي الموت هذا”.. وتمتم ديان بدهشة قائلاً: “ماذا فعل رجالك هنا؟”.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي