من هم العبرانيون، ومن أين جاءوا ولماذا قصدوا فلسطين دون سواها؟

من هم العبرانيون ، ومن أين جاءوا ولماذا قصدوا فلسطين دون سواها؟

من هم العبرانيون، ومن أين جاءوا ولماذا قصدوا فلسطين دون سواها؟: مما لا شك فيه ان التاريخ لم يذكر ماضي للعبرانيين قبل استقرار بني إسرائيل في ارض كنعان، كما لا توجد أي حفريات أو آثار تدل على تاريخ لأولئك القوم من قبل، ومن هنا يأتي السؤال: من أين جاء العبرانيون، و “من هم العبرانيون”، ولماذا قصدوا فلسطين، وليس سواها؟

العبرانيون من الساميين، وهم سلالة سام بن نوح، ويرى مارتن نوث أن إسرائيل هي اتحاد بين اثنتي عشرة قبيلة، وأنها لم تكن ظاهرة حية إلا ابتداء من اللحظة التي احتلت فيها البلد ذات الثقافة الفلسطينية، وأن تاريخها لا يبدأ إلا على أرض فلسطين”.

وهناك من يرى أن تاريخ العبرانيين يبدأ بعد أن هاجر إبراهيم من بلاد الرافدين إلى فلسطين عن طريق حران، حيث أقام مع قبيلته قرب حبرون (الخليل)، ومن بعده أصبح حفيده يعقوب زعيماً للعبرانيين وأطلق عليه اسم إسرائيل، وأطلق على أخيه اسم أدوم وسكن جبل سعير مع جماعته وعرفوا بالأدوميين.

كما يؤكد الأب دوفو أن: “شعب إسرائيل لم يتكون إلا بعد استقراره في كنعان“. ولكن يأتي السؤال، وهو من أين جاء العبرانيين، ومن هم ولماذا قصدوا فلسطين، وليست سواها؟.

للمزيد إقرأ أيضًا:

تاريخ العبرانيين

والحقيقة أن بني إسرائيل على مر العصور بائت جميع محاولاتهم للكشف عن حفريات، وآثار تثبت ملكيتهم للأرض بالفشل, ففي الواقع لم يثبت أي شئ يؤكد وجود العبرانيين قديمًا، وتعايشهم علي هذه المنطقة، أو حتى وجود هيكل سليمان بوصفهم له فلم يتوصلوا له.

يستخدم مصطلح “العبراني” في العهد القديم من قبل الأجانب (أي المصريين) عند التحدث عن بني إسرائيل ، وأحيانًا يستخدمه بنو إسرائيل عند التحدث عن أنفسهم إلى الأجانب. يوصف إبراهيم عليه السلام في سفر تكوين (11: 16-26) على أنه من سلالة عابر (أحد أجداد بني إسرائيل)، والتي يدعي بعض الكتاب أن التسمية “العبرانيين” مشتقة منها. كما تم وصف إبراهيم عليه السلام في سفر تكوين (14:13) بأنه “أبرام العبراني”.

من هم العبرانيون ؟ تاريخ العبرانيين

إن الحقيقة الملموسة هي أن العبرانيين ليسوا سوى جزء من موجة الهجرة الآرامية، ولكن جزء من تلك الهجرة، حيث لم يستقروا في ارضٍ بعينها ولكن عاشوا على الهامش؛ بل كانوا يُستأجرون للقيام بأي مهام، كأن يُستأجرون من قبل الأمراء كجنود مرتزقة، كما كون بعضهم عصابات للنهب وعملوا كقطاع طرق.

وقد ثبت لاولئك اثار ودليلاً عبر التاريخ وأطلق عليهم لفظة “Habiru”، وقد وجدت في الكتابات المصرية باسم العبيرو، وفي الأكادية باسم الخبيرو، مع الاتفاق ان اللفظتين للدلالة على نفس القوم.

فنجد في رسائل العمارنة اميرًا فلسطينيًا يخبر فرعون مصر في رسالة كان محتواها: “فليعلم الملك أن رئيس جماعة الخبيرو يعمل ضد البلد”، وكذلك في منشور خاص لأحد ملوك الحيثيين يعلن فيه أنه لن يستقبل الخبيرو الهاربين من مملكة اوجاريت، وفي نصوص رأس شمرا أيضًا، والتي ذكرتهم بنفس الأعمال.

وقد ظل الخبيرو خلال زمن طويل، جماعة ليست لها أرض ولا عمل، وإنما يأجرون أنفسهم وخدماتهم، لدي الأفراد والاعمال الكبيرة للدول، ويتنقلون من أرض لأرض ومن دولة لدولة .

وبينما فقدت مصر سيطرتها علي فلسطين، وكذلك الحيثيين، الذين وجدوا صعوبة مع شعوب البحر، لم يتمكنوا من ممارسة سلطانهم عليهم، وكانت البلاد تملؤها الفوضى والعجز، فلجأت مجموعات من الخبيرو إلى فلسطين، وقاموا بعمل تمرد وثورة في محاولة للاستيلاء على الحكم، وفي ذلك يذكر الكتاب المقدس في سفر العدد أنه، لم ينجح الخبيرو القادمين من سائر آفاق الهلال الخصيب، في أن يسيطروا على المدن الكبيرة ذات الأسوار الحصينة”، في حين يذكر سفر القضاة صراحة اسم اليبوسيين وهم بناة القدس الأصليين فيقول: “وَبَنُو بَنْيَامِينَ لَمْ يَطْرُدُوا الْيَبُوسِيِّينَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، فَسَكَنَ الْيَبُوسِيُّونَ مَعَ بَنِي بَنْيَامِينَ فِي أُورُشَلِيمَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ” (القضاة 1: 21).

من هم العبرانيون أو الخبيرو؟

وعلي هذا فإن اعتبرنا أن الخبيرو أو العبيرو، ليسوا هم العبرانيين، وعلى الرغم من التشابه اللغوي بين اللفظتين في التسمية עפּרו المشتقة من الجذر ע-פּ-ר وفي بعض الكتابات المصرية و الأوغاريتية، كانت تقلب الفاء باء والعكس, فلا يستبعد أن يكونوا الآباء، كافراد وعشائر كانوا جماعة من ضمن جماعات كثيرة تكونت وتشكلت وسميت بالخبيرو، فالآباء مثلهم مثل هذه الجماعات التي تركت أراضيها وارتحلت من مكان إلى مكان، طالبين الحماية من أهل البلد التي يذهبون اليها، فالعبريين إن لم يكونوا من ضمن الخبيرو، فمن المؤكد أنهم انضموا إليهم في ثورتهم وتمردهم ضد الكنعانيين والحكم الكنعاني، و قاموا بالتخريب للاستيلاء على حكمها إلى أن أصبحوا قومية على المستوى الديني والسياسي.

ومن المؤكد أيضًا أن اليبوسيين والكنعانين لم يبادوا، ولم يهجروا، ولم يتركوا البلاد، بل ظلوا يعيشون فيها، وعلى هذا ذكر سفر القضاة أيضًا أن: ” الكنعانيين عزموا على السكن في تلك الأرض”.

بعد موت سليمان وانقسام المملكة العبرية في القرن العاشر قبل الميلاد إلى دولتين (يهودا الجنوبية و مملكة إسرائيل في الشمال)، نشب صراع بين الآراميين بزعامة مملكة آرام دمشق و المملكة الشمالية السامرة استمر لمدة تزيد على قرن 900 ـ790 ق. م.

عن ياسمين ممدوح

شاهد أيضاً

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع