الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

آثار الفرق الیھودیة القدیمة في الواقع الیھودي المعاصر
آثار الفرق الیھودیة القدیمة في الواقع الیھودي المعاصر

الفرق الیھودیة القدیمة

لم تكن الفرق الیھودیة القدیمة على مستوى واحد من حیث الانتشار والأتباع، فبعض ھذه الفرق انقرض وطواه الزمن ولم یعد له وجود یُذكر، وبعض ھذه الفرق اتَّبعھا أناس كثیرون، ولا تزال حیة مؤثرة في الحیاة الدینیة للیھود، وفي الوسط فرق أقل أتباعا وتأثیرا٠

أهم الفرق اليهودية: من الفرق التي انقرضت وطواھا الزمن فرقة الصدوقیین، حیث اختفت بھدم الھیكل سنة ٧٠ م، نظرًا لارتباطھا العضوي به، ولم تسایر تطور الفكر الدیني، كما لم تلق تعالیمھا صدى واسعًا بین جمھور الیھود، فانطفأت مع الزمن٠ وكذلك فرقة الأسینیین التي انبثقت من فرقة الفریسیین، ثم عادت واندمجت معھا.

یتحدث الدكتور عبد الوھاب المسیري عن انبثاق فرقة الأسینیین من الفریسیین، وعدد ھذه الفرقة وانقراضھا، قائلا: “والأسینیون فیما یبدو جناح متطرف من الفریسیین، وتقترب عقائدھم من عقائد ذلك الفریق، ویظھر ھذا في ابتعادھم عن الیھودیة الصدوقیة كدین قرباني مرتبط بھیكل القدس ٠٠٠ ولم یزد عددھم عن أربعة آلاف، كانوا یمارسون شعائرھم شمال غرب البحر المیت، في الفترة ما بین القرنین الثاني والأول قبل المیلاد، وقد انقرض الأسینیون كلیة في أواخر القرن الأول المیلادي.

مصادر العهد القديم| المصادر الحقيقية لأسفار العهد القديم

ترجمة القرآن للعبرية مجمع الملك فهد הקוראן המפואר- תרגום מובני לעברית

مسلسل طهران الموسم الثاني الحلقة 1 |עונה 2 פרק 1

تحميل كتاب الفرق والمذاهب اليهودية منذ البدايات| الفرق اليهودية pdf

ومن الفرق الیھودیة قلیلة الأتباع والتأثیر، ولكنھا لم تزل حیة إلى یومنا ھذا فرقة السامریین٠ وھذا ما أكده مؤلف كتاب “من الیھودیة إلى الصھیونیة” وھو یتحدث عن قلة عدد أتباع ھذه الفرقة، قائلا: “السامریون أقل عددًا من أي فرقة على وجه الأرض، إذ یبلغ مجموع أتباعھا حوالي ثلاثمائة وخمسین شخصًا، وقبل حوالي أربعة قرون لم یكن قد بقي منھم سوى خمسة ذكور وخمسة إناث، جمَعھم الكاھن بعد أن كانوا مفرقین”.

ویقول الدكتور المسیري: ” یُعد السامریون جماعة شبه منقرضة، وھم في واقع الأمر أصغر جماعة یھودیة دینیة في العالم، فعددھم لا یتجاوز خمسمائة ، یعیش بعضھم في نابلس (شكیم القدیمة)، ویعیش البعض الآخر في حلون (إحدى ضواحي تل أبیب)”.

ومن الفرق الیھودیة كثیرة الأتباع والتأثیر، ولا تزال حیة في عصرنا الحاضر، فرقة الفریسیین أو الربانیین أو الأحبار الذین یعیشون بالأرض المحتلة، ومنھم الحاخامات الذین یسیطرون على “حزب اللیكود” وغیره من الأحزاب الیھودیة الیمینیة المتطرفة، التي أحیت تعالیم الفریسیة التلمودیة العنصریة، وتبذل قصارى جھدھا في إقامة دولتھم المزعومة على أرض فلسطین٠

ومن تلك الفرق ذات الأتباع والتأثیر الكبیر، فرقة القرائین التي لا یزال لھا أتباع كثیرون یعیشون في فلسطین المحتلة، وكان القراؤون یمثلون القلة بین الیھود، فلما تدھور شأن الفریسیین نما القراؤون وورثوا الفریسیین أتباعھم ونفوذھم، وھذا ما أكدته ھذه الدراسة٠

یتحدث صاحب “موسوعة الیھود” عن فترة انتشار المذھب القرائي، قائلاً: في الفترة الممتدة بین القرنین الثاني عشر والسادس عشر المیلادیین انتشر المذھب القرائي بین مختلف أعضاء الجماعات الیھودیة، خصوصًا في مصر وفلسطین وأسبانیا الإسلامیة، واستمرت حركة القرائین نشیطة حتى مستھل القرن السابع عشر المیلادي، وتقلص دور القرائین في العصر الحدیث مع انتشار الیھود الربانیین في الغرب، وتأكد ذلك مع ظھور الصھیونیة التي عاداھا القراؤون، فالوطن الیھودي في فلسطین كان یخطط له یھود كلھم ربانیون٠

ویبلغ عدد القرائین في إسرائیل نحو عشرین ألفا، وھناك اثنا عشر معبدًا قرائیًا ومحكمة شرعیة٠ ویمكن القول بأن معظم القرائین في إسرائیل من أصل مصري، حیث ھاجروا إلیھا سنة ١٩٥٠ م، والواقع أن انتماءھم الدیني القرائي لا یزال قویًا؛ ولذا فإن ثمة خلا فات دائمة بینھم وبین الیھود الربانيين داخل المستوطنات المشتركة٠

ومن المتفق علیه أن الفرقة القرائیة تمثل أكبر احتجاج على الیھودیة الحاخامیة حتى العصر الحدیث، والواقع أن رفض القرائین للشریعة الشفویة التي آمن بھا الفریسیون الحاخامیون التلمودیون، ھو في جوھره رفض النزعة الحلولیة التي ترى أن الإله یحل بشكل دائم في الحاخامات، ومن ثم یتساوى الاجتھاد الإنساني والوحي الإلھي.

ویتمسك القراؤون بالنص الإلھي المكتوب، ویرون أنه لا اجتھاد مع النص، بمعنى أنه إذا كان النص واضحًا، فینبغي عدم فرض أیة تفسیرات علیه، على عكس تفسیرات التراث الحاخامي التي كانت تتعامل مع النص بشكل متعسف لفرض المعنى المطلوب٠ وفي العصر الحدیث بذل القراؤون جھودًا كبیرة للاحتفاظ بالمسافة بینھم وبین الحاخامیین التلمودیین٠ فدور القرائین في العصر الحدیث محدود وعددھم قلیل وتأثیرھم ضعیف، مقارنة بالفریسیین الحاخامیین، ولا یزال الخلاف بینھما محتدما حتى الآن ٠

الیھودیة الأرثوذكسیة امتداد للیھودیة الفریسیة

نذكر ھنا بأھم المبادئ والعقائد الفریسیة، قبل الحدیث عن الیھودیة الأرثوذكسیة وأفكارھا وعقائدھا الدینیة، لتتضح أوجه الاتفاق بینھما، والبرھنة على أن الثانیة امتداد للأولى (الفریسیون فرقة دینیة وحزب سیاسي، إذ كانوا یشكلون أكبر حزب دیني وسیاسي في عھد یوحنا ھركانوس ( ١٣٥ ـ ١٠٤ ق ٠ م )، وطالبوا بتفسیر التوراة وتمادوا في التمسك بحرفیة العبارات، وكانوا من أنصار الشریعة الشفویة ( التلمود )، وآمنوا بالمسیح المنتظر الذي سیعید لھم الملكوت المسلوب، وكان الفریسیون من أكثر فرق الیھود عنصریة وتعصبا واستعلاء ، لأنھم الشعب المختار، وھم أصحاب القول الفصل في شئون العبادة وأمور الحیاة.

قصة عبرية قصيرة مترجمة| الكلب والنمر הכלב והנמר

خطاب نتنياهو “بار إيلان”..عندما يتحدث صاحب “الخطابات القاتلة” عن السلام

مسلسل اليهود قادمون| الرد على أن فلسطين كانت أرض مقفرة

أما الیھودیة الأرثوذكسیة فھي ( فرقة دینیة یھودیة حدیثة، ظھرت أوائل القرن التاسع عشر، وجاءت كرد فعل للتیارات الإصلاحیة بین الیھود، وتعتبر الأرثوذكسیة الامتداد الحدیث للیھودیة الحاخامیة التلمودیة الفریسیة.

ومصطلح “أرثوذكس” مصطلح مسیحي یعني “الاعتقاد الصحیح”، وقد استُخدم لأول مرة في إحدى المجلات الألمانیة سنة ١٧٩٥ م للإشارة إلى الیھود المتمسكین بالشریعة.

للیھودیة الأرثوذكسیة عدة مبادئ وعقائد، أھمھا:

١ ـ أوحى الإله إلى موسى علیه السلام التوراة فوق جبل سیناء، والتوراة حسب تصور الأرثوذكس كلام الإله كتبھا حرفًا حرفًا، وھي مصدر الشریعة، وقیمُھا خالدة وأزلیة، وتنطبق على كل العصور، ولولا التوراة لما تحقق وجود جماعة إسرائیل، وعلى الشعب الیھودي اتِّباع ھذا الكتاب المقدس، وقد نادى الأرثوذكس بعدم التغییر أو التبدیل أو التطویر، لأن عقل الإنسان ضعیف لا یمكنه أن یعلو على ما أرسله الإله، ولأن التطور سیودي حتما بالیھودیة، ویمیلون إلى تفسیر التوراة تفسیرا حرفیا.

٢ ـ لا یؤمن الأرثوذكس بالتوراة وحدھا باعتبارھا مستودع الكشف الإلھي، وإنما یؤمنون أیضًا بالتوراة الشفویة، ( التلمود)، بل إنھم یجعلون الشر یعة الشفویة والاجتھاد البشري الحاخامي أكثر أھمیة وإلزاما من النص الإلھي.

٣ ـ یعتقد الأرثوذكس بصحة العقائد الیھودیة الحلولیة، مثل: الإیمان بالعودة الشخصیة للمسیح (المسیح المنتظر)، وبعودتھم إلى فلسطین، وبأن الیھود ھم الشعب المختار ، الذي یجب أن یعیش منعزلاً عن الناس لتحقیق رسالته، وبسبب قداسة ھذا الشعب یعارض الأرثوذكس أیة أنشطة تبشیریة، والاختیار عندھم ھو نتیجة للحلول الإلھي، ومن ثم فھو أمر یُتوارث، ومن ھنا تتمسك اليهودية الأرثوذكسیة بالتعریف الحاخامي للیھودي، باعتبار أنه من وُلد لأم یھودیة، أو تھود حسب الشریعة أي على ید حاخام أرثوذكسي.

ویعلق مؤلف كتاب “الملل المعاصرة في الدین الیھودي” على التوراة المكتوبة والشفویة التي آمن بھا الأرثوذكس، قائلا: مصدر التوراة ھو االله، فھو صانعھا وكاتبھا، وبما أن التوراة مستمدة من الإله، والإله أزلي، فإنھا ھي أزلیة، تطبق على مدى العصور وفي جمیع الأمكنة بدون أي تغییر أو تبدیل. وكذلك أعطى الله لموسى علیه السلام على طور سیناء، توراة أخرى غیر مكتوبة شفھیة (التلمود)، ھي مجموعة القوانین والنظم والترتیبات التي دُوِّ نت فیما بعد، بعد أن تناقلھا الإسرائیلیون جیلا بعد جیل بالتواتر، وعندما تعرضت التوراة الشفھیة للخطر سمح الربانیون بتدوینھا كي لا تضیع.

فالیھودیة الأرثوذكسیة التي ظھرت بعد عشرین قرنًا تقریبًا من فرقة الفریسیین، تُعد امتدادا للیھودیة الفریسیة، وھذا واضح من خلال المبادئ والعقائد المشتركة التي آمن بھا الفریقان، وفي مقدمتھا: الإیمان بالتوراة والشریعة الشفویة (التلمود)، والمسیح المنتظر، والعنصریة المبنیة على أنھم شعب االله المختار.

علاقة الیھودیة الأرثوذكسیة بالصھیونیة وإسرائیل

أ ـ علاقة الیھودیة الأرثوذكسیة بالصھیونیة: كانت الیھودیة الأرثوذكسیة في بادئ الأمر معادیة للصھیونیة، ولكن ھذه الأرثوذكسیة تمت صھینتھا على ید بعض الحاخامات الأرثوذكس، وكان الإیمان بالعودة الشخصیة للمسیح عند الأرثوذكس یعني: الانتظار في صبر وأناة إلى أن یأتي الإله بالعودة، وعلى المؤمن الحق أن یقبل المنفى إما عقابًا على ذنوب إسرائیل، أو كجزء من التكلیف الإلھي، وعلیه ألا یحاول التعجیل بالنھایة، وكانت متتالیة الخلاص عند الأرثوذكس في الماضي تأخذ الشكل الآتي: نفي ـ انتظار عودة الشعب، أما الآن وبعد صھینة الأرثوذكسیة فإن المتتالیة الجدیدة المقترحة ھي: نفي- عودة أعداد من الیھود للتمھید لوصول المسیح ـ عودة المسیح مع بقیة الشعب، ومن ھنا تمت صھینة الأرثوذكسیة.

وتستمد الیھودیة الأرثوذكسیة قوتھا من قوة الصھیونیة في إسرائیل ومؤسساتھا، فھي الفریق الوحید المعترف به في الدولة الصھیونیة، ومعظم الیھود الأرثوذكس أعضاء في حركة “مزراحي”، التي ساھمت منذ البدایة في النشاط الصھیوني، وقد كُشف النقاب مؤخرا عن أن “ھرتزل” كان وراء تأسیس ھذه الحركة، وأنه دفع نفقات مؤتمر “مزراحي” الأول من جیبه.

فالعلاقة بین الیھودیة الأرثوذكسیة والصھیونیة في الوقت الحاضر علاقة وطیدة، فالصھیونیة ھي التي أسست حركة “مزراحي” الأرثوذكسیة، كما أن الأرثوذكس أعضاء في المنظمة الصھیونیة العالمیة، ویدعمون أنشطتھا.

ب ـ علاقة الیھودیة الأرثوذكسیة بإسرائیل: أما عن علاقة الیھودیة الأرثوذكسیة بإسرائیل ( فإن الیھودیة الأرثوذكسیة أو الحاخامیة أو التلمویة أو الربانیة أو الكلاسیكیة، تشكل العقیدة الیھودیة السائدة بین معظم الجماعات الیھودیة في العالم ابتداء من حوالي القرن التاسع المیلادي وحتى نھایة القرن الثامن عشر.

وأقوى ملة أرثوذكسیة یھودیة في العالم ھي الموجودة في إسرائیل، وذلك لا لعدد أفرادھا، أو لتمسكھم العنید بالتوراة والتلمود وحذافیر قوانینھا، بل لتمتعھم بالدعم السیاسي والحكومي للدولة، فالدولة الإسرائیلیة لا تعترف بأیة ملة سوى الملة الأرثوذكسیة.

ومعظم المھاجرین من أوروبا الوسطى والشرقیة قبل سنة ١٩٤٨ م كانت الأكثریة أرثوذكسیة، وعندما قامت الدولة الإسرائیلیة سنة ١٩٤٨ م على أرض فلسطین المحتلة، تحولت الوكالة الیھودیة إلى حكومة رسمیة للبلاد المحتلة، وأصبحت الھیئة الیھودیة الأرثوذكسیة فیھا وزارة للشئون الدینیة، فأكملت سيطرتھا على جمیع الیھود، وعلى الحیاة الدینیة في إسرائیل، فھي تسیطر على دار الحاخامین الرئیسیة، وعلى وزارة الشئون الدینیة، وعلى الأحزاب الدینیة الیھودیة السائدة في إسرائیل على المستوى الرسمي ھي الیھودیة الأرثوذكسیة الحاخامیة التلمودیة، وھو ما یسبب كثیرًا من المشاكل لأعضاء الجماعات الیھودیة الأخرى، الذین لا یعترفون بالتلمود.

والوضع نفسه یسري على الیھود الإصلاحیین والمحافظین، رغم ادِعاء الفریق الثاني أن یھودیتھم المحافظة ما ھي إلا تطویر للیھودیة الحاخامیة، وفي مقابل ھذا فإن دار الحاخامیة في إسرائیل (الیھودیة الأرثوذكسیة) لا تعترف بھم كیھود.

فاليهودية الحاخامية التلمودية الأرثوذكسية، هي العقيدة السائدة بين معظم الجماعـات اليهوديـة منذ عدة قرون، وهي الملة المعترف بها في إسرائيل، والتي تسيطر على الحياة الدينية هناك.

الأصولية اليهودية الأرثوذكسية الموجودة حاليًا في إسرائيل

تقوم التيارات الأصولية اليهودية في إسرائيل على مبادئ اليهودية الأرثوذكسية، وفـي مقدمة هذه المبادئ الإيمان بقدسية التوراة، وأهمية التلمود كمصدر للسلطة والتشريع. فالأصولية اليهودية في إسرائيل تعتبر التوراة كتابًا مقدسًا، وتدعو إلى إقامة دولة تعتمد علـى قوانين مستمدة من تعاليم التوراة في أنظمتها السياسية والاقتصـادية والاجتماعيـة، باعتبارهـا دستور دولتهم ومصدر التشريع فيها.

وقد رفعوا منذ سـنوات شـعار “أرض إسـرائيل لشـعب إسرائيل وفق توراة إسرائيل”، ويتلون التوراة كل سبت على مدار السـنة، ويـرفض هـؤلاء التفسيرات الحديثة للكتاب المقدس، ولا يعترفون إلا بالتفسيرات القديمة المتوارثة عبر الأجيـال.

والتلمود عند الأصولية اليهودية الأرثوذكسية مصدر السلطة لجميع ممارساتها، وقاعدة بنيتها التشريعية، والتلمود المقصود عندهم هو التلمود البابلي، أما باقي الأدب التلمـودي بمـا فيـه التلمود المقدسي أو الفلسطيني فيعمل كسلطة تشريعية تكميلية، ويدرس التلمـود عنـدهم علـى نطاق واسع في المعاهد الدينية والكُنُس والجامعات التي توجد بها أقسام للتلمود.

وللتلمود أثر كبير في تكوين الشخصية الإسرائيلية، فهـو ( المصـدر الأول للسياسـة الصهيونية، حيث يضعونه في منزلة ومرتبة أعلى من التوراة، والتلمود يمثِّل الذاكرة الجمعيـة لبني إسرائيل على مدار عشرين قرنا تقريبًا. وما ترتكبه إسرائيل اليوم من جرائم وحشية ضد الفلسطينيين، وما تخطـط لـه الصـهيونية العالمية في كل مكان من العالم، يظهر مدى تعلقهم بهذه الوصايا الموجودة في التلمود.

هذا التلمود أسهم بقوة في تكوين الشخصية الإسرائيلية، فقوانين الأحوال الشخصـية (الـزواج والطلاق) وتسجيل المواليد لا تزال أحكام الشريعة التي حددها التلمود هي الشـريعة السـائدة، فاليهودي هو المولود لأم يهودية أو من اعتنق اليهودية على يد حاخـام أرثوذكسـي.

والحيـاة اليهودية عامة مصبوغة بالصبغة التلمودية، وهذا ما أكده أحد حاخامـات اليهـود المعاصـرين بقوله: “الحياة اليهودية حتى هذا اليوم مؤسسة إلى حد كبير على التعاليم والأسس التلموديـة، فطقوسنا وصلاتنا واحتفالاتنا، وقوانين زواجنا، بالإضافة إلى قوانين وأسس أخرى مسـتخرجة مباشرة من التلمود”.

وحاخامات التلمود في إسرائيل هم الذين يحددون علاقة الإسرائيليين بغيرهم ، وتقوم هذه العلاقة على الكراهية والاستعلاء والعنصرية، ودفعت الكراهية أحد أعضاء الكنيست أن يتقدم بـاقتراح إلى الكنيست يدعو فيه إلى سن قانون يقضي بالعفو العام عن كل يهودي يقتل عربيًا.

وها هي بعض أقوال حاخامات التلمود في التعامل مع غير اليهـو د باسـتعلاء وعنصـرية لأن اليهود الشعب المختار: “إن الشعب المختار وحده يستحق الحيـاة الأبديـة … وأمـا بـاقي الشعوب فمثلهم كمثل الحمير”، ووصلت العنصرية بالحاخام مائير كاهانا حـدا قـال فيـه: ” الشعب اليهودي هو الشعب المختار، الذي يجب أن يسود الشعوب كافة، إننـا لسـنا مـدينين بوجودنا لأحد، بل إن العالم مدين لنا بالكثير الذي لا يستطيع أن يفينا إياه هذه الأخلاقيات التي يربي عليها الحاخامات الشعب الإسرائيلي، هي أخلاقيات التلمـود الـذي يدعو إلى استعمال كل ما ليس بأخلاقي عند التعامل مع غير اليهود.

المصدر: محمد محمد محمد إبراهيم كركور، الفرق اليهودية القديمة وآثارها في الواقع اليهودي المعاصر.

عن مصرايم

شاهد أيضاً

تحريف العهد القديم | موقع مصرايم

تحريف العهد القديم | موقع مصرايم

تحريف العهد القديم | موقع مصرايم