استراتيجية التسويق السياسي: خطاب هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول

تيودر هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية

كانت محاكمة الضابط اليهودي في الجيش الفرنسي “دريفوس” عام 1894م، بتهمة التجسس لصالح ألمانيا، من أشهر الأحداث المرتبطة بترويج هرتزل للمصطلح الصهيوني “المعاداة للسامية”، والذي طوره من “العداء لليهود” للـ “المعاداة للسامية”. حيث حضر هرتزل بصفته الصحفية المحاكمة، الأمر الذي كان له عظيم الأثر في تبلور عقيدته الصهيونية.

ولم تمض سنتان على حضوره محاكمة دريفوس، حتى أصدر كتيب باللغة الألمانية بعنوان “دولة اليهود”، وأعقب ذلك بالدعوة إلى عقد مؤتمر يهودي عام لتنفيذ ما ورد في هذا الكتيب.

ألقى هرتزل خطاب شهير في المؤتمر الصهيوني الأول، تبلورت فيه رؤية هرتزل لحل ما اسماه بـ “مشكلة اليهود”. كما اتسم هذا الخطاب بأفكاره العملية، والبعد عن ارسال العبارات الرنانة. حيث ارتكز الخطاب على عدد من الخطوات العملية، والاستراتيجيات التي لا يزال الكيان الصهيوني يتبعها إلى الآن أهمها: الاستيطان الزراعي وغير الزارعي، تعزيز الشعور بالهوية اليهودية، أو ما أسماه “الوحدة القومية لليهود”، والاتفاق مع الحكومات لتحقيق أهداف الصهيونية.

استخدم هرتزل في هذا الخطاب استراتيجية التمويه دون التخلي عن الهدف، فعلى الرغم من أنه دعا جهارًا إلى خلق “وطن” قومي لليهود، إلا أنه استعمل اللفظ الألماني Heimstatte بمعنى “خلق مسكن”؛ وذلك بغرض التخفيف من مخاوف الدولة العثمانية وحلفاؤها، وكذلك طمئنة اليهود المتدينيين، وكبار أثرياء اليهود الداعين إلى الاندماج في المجتمعات الأوروبية.

اعتمد هرتزل في المقام الأول ، لتحقيق أهدافه، على اليهود، محذرًا إياهم من الاعتماد على الآخرين، حيث قال: ” إن الشعب لن يجني إلا جهوده هو، وإذا لم يكن في استطاعته أن ينهض بنفسه، فإنه لن ينال العون “. وقد أصبح هذا المعنى شعار عظيم يستخدمه الصهاينة فيما بعد، والذي تبلور في مقولة هرتزل الشهيرة، التي يتم تعليقها على لافتات في الأراضي المحتلة تحت تمثال هرتزل “إذا أردتم، فليست بأسطورة”.

إن هذا الخطاب، الذي يعد من أوائل الخطابات الدعائية الصهيونية، والذي يعد أساس لدولة قامت على اغتصاب حقوق الغير، لا يختلف- من وجهة نظري- عن آخر الخطابات الرنانة لبنيامين نتنياهو أو أي زعيم صهيوني آخر، فالتوجه واحد، وإن اختلفت الظروف والأحداث. والهدف واحد، وإن اختلفت المسالك والسبل. تحدث هرتزل عن الوحدة القومية لليهود، ولا يزال يتحدث عنها نتنياهو بعد أكثر من مائة وثلاثون عامًا. وتحدث هرتزل عن ضرورة تعاون الحكومات من أجل تحقيق أمن اليهود، وكذلك لا يزال نتنياهو يطالب دول العالم بحماية اليهود من الخطر الإيراني والإسلامي، وغير ذلك من المفاهيم الصهيونية الثابتة، التي تصب جميعها في نفس المصب.

إن أهم ما يميز هذا الخطاب، هو اختلاق هرتزل للمصطلحات، والاستماتة في الدفاع عنها. وكذلك اختلاق مفاهيم جديدة، والحديث عنها وكأنها حقائق. مثل مصطلح “الشعب اليهودي” الغير متوافق من الناحية الاصطلاحية، ومصطلح “المعاداة للسامية” والذي يحتكر السامية لصالح اليهود وحدهم.

إن هذا الخطاب، يحتاج إلي دراسة تفصيلية، للوقوف على ما فيه من مفاهيم وتوجهات، ودراسة للغته- الألمانية، وعرض ردود الأفعال عليه عبر المراحل التاريخية التي مر بها، وكذلك الوقوف على منجزاته العملية والفكرية، وما حققه على أرض الواقع، والمدة التي استغرقها تحقيق ذلك. كل هذا بجانب شخصية مرسل الخطاب “هرتزل”، والمتلقي للخطاب: “اليهود بمختلف توجهاتهم- الدولة العثنمانية- الدول الأوروبية”.

في السطور التالية سوف أترككم مع قراءة متأنية لخطاب من أهم الخطابات التي شكلت منطقتنا العربية في القرون السابقة. والذي أدعوكم بأن تتأملوه، لنرى كيف يمكننا البدء من جديد، على خلفية معرفة حقيقية بعدو يمكنه وضع استرايجية وتنفيذها، وليس مجرد مرسل لعبارات أكثر ما يمكنها فعله أن ترن في الفضاء.

للمزيد إقرأ أيضًا:

خطاب هرتزل في المؤتمر الصهيوني الأول في بال

زملائي أعضاء الوفود:

إنني كواحد من الذين دعوا إلى عقد هذا المؤتمر أرحب بكم وهذا ما سأفعله باقتضاب، ذلك لأننا إذا كنا نريد أن نخدم القضية وجب علينا أن نقتصد في اللحظات القيمة للمؤتمر. فهناك الكثير من الأمور التي ينبغي تحقيقها خلال الثلاثة أيام التي سيستمر خلالها المؤتمر. إننا نريد أن نرسم أسس البناء الذي سيأوي يوما ما الشعب اليهودي. إن الواجب كبير جدًا، بحيث إننا سوف نتعرض له بأبسط الأساليب. وسنعرض ملخصًا لوضع المشكلة اليهودية في خلال الأيام الثلاثة القادمة، ولقد تم تصنيف المادة الضخمة الموجودة تحت أيدينا عن طريق رؤساء اللجان.

سوف نستمع إلى تقارير عن وضع اليهود في مختلف الأقطار. وتعلمون جميعًا ولو حتى بطريقة مشوشة أن الوضع باستثناء حالات نادرة، لا يدعو للارتياح، ولو كان الوضع على غير هذا لما انعقد هذا الاجتماع. لقد عانت وحدة مصيرنا التوقف والانقطاع الطويل، بالرغم من أن الشتات المبعثر للشعب اليهودي قد تحمل في كل مكان اضطهادًا مماثلاً. وقد أدت عجائب الاتصال في وقتنا هذا إلى التفاهم المتبادل والوحدة بين الجماعات المنعزلة. وفي هذه الأيام، حيث التقدم في كل مظهر فإننا نعرف أننا محوطون بكراهية قديمة. إن العداء للسامية والذي تعرفونه جيدًا والذي مع الأسف هو اسم هذه الحركة.

إن أول تأثير تركه على يهود اليوم، هو الاندهاش الذي ترك مكانه للألم والاستياء. وربما لايدرك أعداؤنا عمق الجرح الذي أصاب أحاسيس هؤلاء اليهود، الذين لم يكونوا هدفًا أساسيًا لهجومهم. إن هذا الجزء من اليهود العصريين والمثقفين الذين خرجوا من نطاق “الجيتو”، وفقدوا عادة الإتجار في السلع الحقيرة قد أصابهم السهم في القلب.

ومنذ التاريخ السحيق والعالم يسيء فهمنا. إن عاطفة التضامن التي كثيرًا ما نالنا التأنيب بسببها، كانت آخذة في التحلل، في نفس الوقت الذي تعرضنا فيه للمعاداة للسامية. لقد ساعدت المعاداة للسامية على تقويتها من جديد. وعدنا إلى بيتنا “الجيتو”، ذلك لأن الصهيونية، هي العودة إلى الحياة اليهودية، قبل أن تكون عودة إلى الأرض اليهودية.

إننا نحن الابناء الذين عدنا، نجد الكثير الذي ينبغي تقويمه، تحت سقف أجدادنا، لأن كثيرًا من أخوتنا قد انحدروا إلى قاع البؤس والشقاء.

لقد حققت الصهيونية شيئًا رائعًا حتى هذه اللحظة يعد مستحيلاً: ألا وهو الاتحاد القومي بين العناصر اليهودية الممعنة في العصرية والمحافظة. وكون هذا الأمر قد تحقق دون تنازلات مشينة لأي من الجانبين، ودون تضحيات ثقافية، لهو دليل آخر، إن كانت هناك حاجة إلى دليل على الوحدة القومية لليهود. إن وحدة من هذا النوع لا يمكن أن تقوم إلا على أساس قومي.

ومما لا شك فيه أنه سيكون هناك مناقشات حول موضوع إقامة منظمة نشعر جميعًا بالحاجة إليها. إن المنظمة هي الشاهد على معقولية الحركة “الصهيونية”، ولكن هناك نقطة واحدة ينبغي أن يتم تأكيدها بوضوح وقوة حتى نصل إلى حل للمشكلة اليهودية.

نحن الصهيونيون لا نريد عصبة دولية، بل نريد مناقشة دولية. ولسنا بحاجة إلى القول أن التمييز بينهما له الأهمية الأولى في نظرنا. إن مثل هذا التمييز هو ما يبرر عقد مؤتمرنا. ولن يكون هناك مكان للمؤامرات والتدخل السري والأساليب الملتوية بين صفوفنا، بل سنفصح عن آرائنا لتكون تحت حكم الرأي العام. وسوف يكون من أول نتائج حركتنا تحويل المسألة اليهودية إلى مسألة خاصة بصهيون. إن حركة شعبية لها مثل هذه الأبعاد الواسعة سوف تتعرض للهجوم من جهات عديدة؛ ولذلك فإن المؤتمر سوف يشغل نفسه بالمسائل الروحية التي ينبغي استخدامها لإحياء وتدعيم الشعور القومي لليهود.

وينبغي هنا كذلك أن نناضل ضد عدم الفهم. ليست لدينا نية للتزحزح قيد أنملة عن ثقافتنا التي اكتسبناها. وعلى العكس فإننا نهدف إلى ثقافة أوسع مثل تلك التي تجلبها زيادة المعرفة. وفي الحقيقة فإن اليهود كانوا دائمًا أكثر نشاطًا من الناحية العقلية أكثر من الجثمانية.

ولإدراك الرواد العمليين الأوائل للصهيونية لذلك، فقد بدءوا العمل الزراعي لليهود. لن نكون قادرين، ولن نكون راغبين في التحدث عن محاولات استعمار فلسطين والأرجنتين بدون شعور العرفان بالجميل. لكنهم وضعوا اللبنات الأولى للحركة الصهيونية؛ ذلك لأن الحركة الصهيونية ينبغي أن تكون أوسع في مداها إذا ما أُريد لها أن تقوم بالفعل. إن الشعب لن يجني إلا جهوده هو، وإذا لم يكن في استطاعته أن ينهض بنفسه، فإنه لن ينال العون، غير أننا نحن الصهيونيين نريد أن نرتفع بالشعب إلى درجة مساعدة نفسه بنفسه، ولن نوقظ الآمال الفجة أو الغير ناضجة.

إن أولئك الذين يولون هذا الأمر اهتمامهم، سوف يعترفون بأن الصهيونية لن تحقق أهدافها، دون التفاهم القاطع مع الوحدات السياسية المشتركة. ومن المعروف بصفة عامة أن مشاكل الحصول على حقوق الاستعمار لم تخلقها الصهيونية في وضعها الراهن. وإن الإنسان ليعجب من الدوافع المحركة لمروجي هذه القصص. إذ يمكن الاستحواذ على ثقة الحكومة التي نريد التفاوض معها بخصوص توطين جماهير اليهود، على نطاق واسع، وذلك عن طريق اللغة البسيطة والتعامل القويم.

إن المزايا التي يمكن لشعب بأكمله أن يقدمها مقابل الفوائد المجنية، لهي من العظمة بحيث تضفي على المفاوضات أهمية مسبقة. إن الدخول في مباحثات طويلة اليوم بخصوص الشكل الشرعي الذي ستتخذه الاتفاقية في النهاية، سوف يكون بداية عقيمة. غير أن هناك شيء واحد ينبغي أن يقوم على الحقوق وليس على التسامح. حقًا يوجد لدينا الخبرة الكافية للتسامح، التي يمكن أن نسحب منها في أي وقت.

ومن ثم فإن المنهج المعقول الوحيد للعمل الذي يمكن لحركتنا أن تسلكه، هو العمل للحصول على ضمانات شرعية عامة. إن نتائج الاستعمار بالصورة التي تم بها حتى الآن، لهي مرضية تمامًا في حدود إمكاناتها. لقد أكدت صلاحية اليهود للعمل الزراعي، تلك الصلاحية التي كثيرًا ما كانت موضع شك. لقد أقامت هذا البرهان لكل الأوقات، لكن الاستعمار في شكله الحالي، ليس هو الحل، ولا يمكن أن يكون الحل للمشكلة اليهودية. وينبغي أن نعترف دون تحفظ أنها قد فشلت في إثارة الكثير من العطف. لماذا؟ ذلك لأن اليهود يعرفون كيف يحسبون. في الحقيقة فقد أثبتوا أنهم يعرفون كيف يحسبون جيدًا.

وهكذا فإننا إذا افترضنا أن هناك تسعة مليون يهودي في العالم، وأن في إمكان عشرة آلاف يهودي استعمار فلسطين كل عام. فإن المشكلة اليهودية سوف تتطلب تسعمائة عام لحلها، وسوف يبدو أن هذا غير عملي. ومن جهة أخرى، فإنكم تعلمون أن الاعتماد على عشرة آلاف مستوطن في العام في ظل الظروف القائمة لهو أمر خرافي. ولا شك أن الحكومة التركية سوف تعيد القيود القديمة في الحال. ونحن إزاء هذه النقط فاعتراضنا ضئيل. فإذا كان هناك من يعتقد أن في استطاعة اليهود التسلل إلى أرض آباءهم، فإنه إما يخدع نفسه أو يخدع الآخرين.

ليس هناك مكان يتكشف فيه مقدم اليهود بسرعة كما هو الحال بالنسبة للوطن التاريخي لهذا الجنس “اليهودي”. ولن يكون من مصلحتنا الذهاب هناك قبل الآوان. إن هجرة اليهود ستبدأ إنعاشًا للأرض المجدبة، بل وفي الحقيقة فهي إنعاش للإمبراطورية العثمانية بأسرها. وإلى جانب ذلك فإن صاحب العظمة السلطان ذو خبرات رائعة مع رعاياه من اليهود. وكان هو بدوره عاهلاً رفيقًا بهم.

وهكذا فإن الأحوال الراهنة تشير إلى نتائج ناجحة، شريطة أن يعالج الموضوع بأكمله بذكاء وسلاسة. إن المساعدات المالية التي يمكن لليهود أن يقدموها لتركيا ليست بالشيء اليسير، وسوف تعمل على القضاء على كثير من الأمراض الداخلية التي تعاني منها البلاد الآن. فإذا ما تم حل مشكلة الشرق الأدنى بصورة جزئية، إلى جانب حل المشكلة اليهودية، فإنها سوف تعود بالفائدة المؤكدة على جميع الشعوب المتحضرة. إن مقدم اليهود سوف ينجم عنه تحسن في وضع المسيحيين في الشرق.

بيد أنه ليس من أجل هذا المظهر فقط، سوف تعتمد الصهيونية على عطف الأمم. إنكم تعلمون أن المشكلة اليهودية قد أصبحت تعني في بعض الأقاليم مصيبة وكارثة للحكومة. وإذا ما أخذت جانب اليهود، فإنها ستواجه بسخط الجماهير. وإذا ما وقفت ضد اليهود، فإنها ستنزل على رأسها عواقب اقتصادية كبيرة؛ نظرًا لنفوذ اليهود الفريد في الأعمال في العالم. ونجد أمثلة على هذا الأخير في روسيا. أما إذا وقفت الحكومة موقفًا محايدًا، فسيجد اليهود أنفسهم وقد تعروا عن حماية النظام القائم، ومندفعين إلى أحضان الثوريين. إن الصهيونية تشير إلى طريق الخروج من هذه المصاعب العديدة الفريدة..إن الصهيونية ببساطة هي حركة صانعة للسلام. وتعاني نفس حظ حركات السلام، كونها مضطرة إلى أن تحارب أكثر من أي حركة أخرى.

لن نتحدث أبدًا عن موضوع “خروج” اليهود جميعًا. إن هؤلاء القادرين أو الراغبين في الاندماج سوف يتركون حتى يمتصون. وعندما يتم التوصل إلى اتفاق مرض مع الوحدات السياسية المشتركة المختلفة، وتبدأ هجرة يهودية منظمة، فإنها لن تستمر في أي بلد أطول مما يرغب هذا البلد في التخلص من اليهود. ولكن كيف يُوقف التيار؟ سوف يتم ذلك ببساطة عن طريق الإقلال التدريجي من معاداة السامية حتى تتوقف نهائيًا.

لقد قيل هذا مرارًا وتكرارًا على لسان رفقائي. ولن نمل من تكراره مرات ومرات حتى يفهموننا. وفي هذه المناسبة الجلية، حيث جاء اليهود من آراضي كثيرة تليبة لدعوة قومية قديمة، علينا أن نردد إيماننا، ولن تهزنا الأحداث الجسام عندما نتذكر أن آمال الآلاف المؤلفة من شعبنا تعتمد على اجتماعنا هذا. وعندما تحين الساعة، فإن أخبار دراساتنا وقراراتنا سوف تطير عبر البحار السبع إلى البقاع البعيدة؛ ولذلك فإن التثقيف والسلوى سوف ينطلقان من هذا المؤتمر. دعونا نترك كل فرد ليعثر بنفسه على حقيقة الصهيونية، التي شاع عنها أنها معجزة، وأنها حركة أخلاقية وقانونية وإنسانية، موجهة إلى تحقيق حلم الشعب القديم، وقد يكون من الجائز ومن الممكن تجاهل ما ينطق به البعض في صفوفنا، لكن ليس هذا ممكن بالنسبة لأعمال المؤتمر؛ ولذلك فإن المؤتمر الذي ينبغي عليه أن يكون واليًا على مناقشاته ينبغي أن يحكم كوالِِ حكيم.

وأخيرًا، فإن المؤتمر سوف يهييء السبيل لاستمراره حتى لا نتفرق مرة أخرى، لنصبح غير مؤثرين. ومن خلال هذا المؤتمر فسوف نؤسس وكالة للشعب اليهودي، لم يسبق أن كان لها مثيل من قبل، والتي أصبح في أمس الحاجة إليها. إن قضيتنا أصبحت من الكبر بحيث لا يمكن تركها لأطماع ونزوات الأفراد. ينبغي أن نرتفع بها إلى مستوى اللافردية، إذا ما كنا نريد لها النجاح. سوف يبقى مؤتمرنا إلى الأبد. ولن يستمر حتى يحقق خلاصنا من آلامنا التي عانينا منها طويلاً، بل سيستمر إلى ما بعد ذلك. إننا اليوم في ضيافة هذه المدينة الحرة، ولكن أين سنكون في العام القادم؟ ولكن أينما سنكون، وأيًا كانت إنجازاتنا، فليكن مؤتمرنا واسع الأفق، ومصدرًا لرفاهية الأشقياء، ومصدر فخر لليهود جميعًا. وليكن جديرًا بماصينا الذي عُرفنا به على مر العصور.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

مسلسل اليهود قادمون| الرد على أن فلسطين كانت أرض مقفرة

الرد على أن فلسطين كانت أرض مقفرة|| مسلسل اليهود قادمون