بردية الخروج.. هل تروي بردية إيبوير قصة خروج بني اسرائيل من مصر؟

تعد بردية إيبوير (مخطوطة إيبور)، أو بردية الخروج، من أكثر النصوص القديمة إثارة للجدل، والتي يعدها الكثير من العلماء برهان على واقعة خروج بني اسرائيل من مصر، وأحداث الصراع بين موسى وفرعون.

خروج بني اسرائيل من مصر

وقد قوبلت بردية ايبوير بالرفض من الكثير من علماء المصريات، الذين دائمًا ما يؤرخون واقعة خروج بني اسرائيل من مصر في عصر متأخر عن عصر البردية، ويجعلون الخروج في عصر الرعامسة، وتحديدًا في عصر رمسيس الثاني وابنه مرنبتاح، بيد أن أعداد المؤيدين من الفريق الآخر قد تزايدت في الفترة الأخيرة، وأصبحت نظرية تعيين وقت خروج بني اسرائيل من مصر، في العصر الانتقالي الثاني (عصر الهكسوس)، أكثر قبولاً لدي الكثيرين من العلماء والمهتمين.

خروج بني اسرائيل من مصر

اكتشاف بردية إيبوير

تم اكتشاف بردية إيبوير Ipwuer papyrus في القرن الثامن عشر الميلادي، ويعود تاريخ كتابتها إلى القرنين السادس عشر والخامس عشر قبل الميلاد في منطقة ممفيس، قرب الأهرام في منطقة سقارة الأثرية، بواسطة أحد المنقبين.

بيعت بردية إيبوير فيما بعد إلى متحف الآثار الوطني في ليدن بهولندا عام 1828م، وتم ترجمتها لأول مرة عام 1908م، وشاع عنها أنها تخص الدولة القديمة، أو ما بعدها أثناء العصر الانتقالي الأول، لكن تبين فيما بعد أنها تعود إلى العصر الانتقالي الوسيط، وفقًا لأحدث الدراسات وهو عصر الهكسوس.

نظرية فليكوفيسكي وتهويد التاريخ المصري

كان أول من نشر عن بردية إيبوير في المجلات العلمية والصحافة عام 1997م، العالم اليهودي ايمانويل فيلكوفيسكي، وهو الذي قال عنها أنها وجهة نظر المصريين عن الضربات التي أصابت فرعون، ثم قام علماء آخرون بإعادة ترجمة نصها بالكامل؛ ولذا أصبحت من أكثر النصوص القديمة إثارة للجدل، حيث تناول تحليل محتوياتها الكثير من علماء اللغة والآثار ما بين شد وجذب، وما بين مؤيد ومعارض لنظرية فليكوفيسكي.

وتمثل البردية إحدى نصوص الشعر المصري القديم، وقد عُرفت بمعاتبة إيبوير، أو بحوار بين إيبوير و “رب الجميع”، وهو الذي لم تفصح البردية عن شخصيته، وإن كان حيًًا أم من الأموات؟.

تبدو صياغة النص وكأنه يتكلم مع ملك غائب أو ميت أو غير موجود، والبردية محفوظة في المتحف الوطني الهولندي للآثار في ليدن، بعد أن تم شراؤها من “جيوفاني أنستاسي” القنصل السوديدي في مصر في عام 1828م.

صوت القلاقل “بني إسرائيل”

تتحدث البردية عن “صوت القلاقل”، والذي لم تحدد البردية ما هو هذا الصوت الذي هزم الملك بجبروته وعناده، وفقًا للبردية، ومن هو ذلك الملك الذي نطق بالزور والبهتان، وهل تم اتهام أي ملك مصري سابق أو لاحق بمثل هذا الاتهام؟.

لو بحثنا في التاريخ المصري جيدًا لن نجد أبدًا مثل ذلك، سوى تلك الورقة التي ورد فيها مثل هذا الكلام، بيد أنه لم يحاول أي عالم استنتاج ما هو قول الزور والبهتان الذي نطق به الملك المذكور، الذي أوصل البلاد إلى هذا الخراب، وأدى الأمر إلى فقدانه هو نفسه، في ظروف غامضة لم يكن لها مثيل وفقًا للمخطوطة.

جاء في المخطوطة أيضًا أن الأمراء والرجال ذوي القوة والشكيمة أصبح لا حول لهم أمام هذا الخراب الشامل في البلاد، بل انتهت السلطة تمامًا في مصر، وأصبحت البلاد بلا راع لها، وهو ما ظهر في اتهامات إيبوير الصريحة والمباشرة للملك المفقود أو الميت، وأنه هو السبب الرئيسي لهذا الخراب لعناده، وهكذا وصلت البلاد إلى الهلاك الكامل، ولم تجد من ينجدها من هذا كله، ولا حتى الآلهة المصرية، وكان إيبوير على ما يبدو من كل تلك الشواهد معاصرًا للأحداث وليس متنبئًا بها.

للمزيد إقرأ أيضًا:

تصف البردية معاناة مصر من الكوارث الطبيعية، وحالة من الفوضى جعلت الأمور تنقلب رأسًا على عقب، حيث أصبح الأغنياء فقراء والفقراء أغنياء، وأصبحت الحرب والمجاعة والموت في كل مكان.

تُرجع البردية سبب ذلك إلى ثورة الخدم، وتركهم لحياة الخدمة، ويرجح البعض الآخر من الباحثين أن ما ذُكر عن ثورة العبيد، تشير إلى ثورة بني إسرائيل على الحاكم، وهو ما يطابق من وجهة نظرهم أحداث ما قبل خروج بني اسرائيل من مصر، حيث يرى مترجمو البردية أن النص يعد أحد مظاهر هذه الواقعة، ويصف أيضًا كيف أن العبيد الذين كانوا يقومون بأعمال شاقة في الخدمة، قد شقوا عصى الطاعة وأظهروا العصيان.

بردية نفر رهو

وقد وردت بردية أخرى مشابهة تعود إلى نفس الحقبة، التي كان فيها الهكسوس، وتسمى بردية نفر رهو، أو بردية نفرتي، والتي تحكي أحداثًا مشابهة، ولكن يرجح أن بردية نفر رهو تؤرخ دخول الهكسوس إلى مصر، واجتياح الأجانب أرض القبط المصريين، ويبدو أن الكاتب يحكي عن تلك الوقائع على أنها جرت في الماضي.

ولهذه الأسباب، واستنتاجًا من هذه الجمل وغيرها، كتحول النهر إلى دم، ترجم البعض هذه الوثيقة على أنها رواية مصرية للبلاءات التي حلت بها قبيل واقعة خروج بني اسرائيل من مصر الواردة في الكتاب المقدس لليهود العهد القديم، في التوراة، وغالبًا ما يستشهد بها كبرهان على رواية التوراة من قبل العديد من المؤسسات الدينية، حيث قارنوا البريدة بأحداث الكوارث التي أصابت مصر، وسفر الخروج في العهد القديم، والذي يقص قصة خروج بني اسرائيل من مصر، معتبرين أن العبيد إشارة إلى بني إسرائيل، وغالبًا ما يشار إليها كدليل على صدق رواية الكتاب المقدس من قبل مختلف الطوائف الدينية، وهو ما رفضه بعض علماء المصريات، بيد أن بعضهم تقبل ذلك التفسير ومنهم جاردنر وفيلكوفيسكي وغيرهم.

الضربات العشر بين الأسطورة والواقع التاريخي في قصة خروج بني اسرائيل من مصر

من الجدير بالذكر أنه قبل اكتشاف تلك البردية، اعتقد الكثيرون في الغرب أن الضربات التي أصابت فرعون وقومه هي مجرد أسطورة دينية مدونة في المصادر الدينية فقط، وأنه ليس لديها أصل في التاريخ الحقيقي، بيد أنه بعد اكتشاف البردية وترجمة محتوياتها، تبين لهؤلاء المنكرون، أنها قد سجلت الكثير من الأحداث التي ذُكرت عن الكوارث التي أصابت فرعون وقومه، كما وردت في التوراة والقرآن الكريم، مثل تحول مياه النيل إلى دم، وغيرها من البلاءات المذكورة، ومنذ ذلك الحين بدأت البردية في لفت أنظار العالم، إلى أن قصة الضربات حقيقية وليست أسطورة.

وقد قام بترجمة أجزاء منها إلى الإنجليزية مسبقًا البروفيسور جاردنر، وهو الذي أكد من قبل أنها تتكلم عن كوارث حدثت في مصر، وتأكد أنه وجد النسخة المصرية من قصة الضربات العشر، وقد صرح أنها رسالة أو قصيدة أو مرثاة عن المصائب الشديدة التي أصابت مصر، ولم يكن كاتبها يعرف شيئًا عن الكتاب المقدس أو عن قصة خروج بني اسرائيل من مصر في القرآن الكريم في هذا الوقت.

كما اقترح العالم دايفد رول تأريخًا منقحًا لواقعة خروج بني اسرائيل من مصر وفقًا لتلك البردية، حيث اعتقد أنها وقعت في العصر الوسيط، أو الانتقالي الثاني (عصر الهكسوس)، وأرجع إلى أن إيبوير ربما قد يشير إلى ما حدث في هذا العصر من فوضى أثناء الاحتلال، بيد أن اقتراحه قوبل بالرفض من قبل الكثير من علماء المصريات، رغم وجاهة افتراضه واقترابه من الحقيقة.

محتويات مخطوطة إيبوير

وتتكون مخطوطة إيبوير من 17 صحيفة، تحتوي على كتابات من الوجهين، يوجد على وجهها الأمامي قصة شخص يسمى إيبوير، والوجه الخلفي قصيدة بالكتابة الهيراطيقية، وهي إحدى الطرق الدارجة لكتابة اللغة المصرية القديمة.

يأتي في الفقرات الأخيرة من بردية إيبوير حوار بين شخصيتين، تم تحديدهما فقط كالتالي: إيبوير الحكيم (الحكيم إيبور) أو الكاتب، والآخر صاحب الجلالة الرب أو سيد الجميع! وأحيانًا الراعي الصالح.

وبالرغم من أن هذه الأجزاء من البردية قد تم تدميرها بشكل سيء، ولكنها ظاهريًا تناقش أسباب الشر والفوضى في العالم، والتوازن بين مسئولية الإنسان والسماء عن هذه الرذائل، ويعد الحوار من أقدم الاستقراءات في أدب العالم في المسألة اللاهوتية، إذا تم النظر إليها من الجانب الفلسفي والعقائدي وليس من الجانب التاريخي.

أما عن الجانب التاريخي، فيستند الفريق المؤيد لاعتبار البردية قد كتبت لتؤرخ أحداث خروج بني اسرائيل من مصر من خلال ثورة إيبور، إلى أنها تكلمت عن البلايا والمصائب التي أصابت فرعون وقومه، ومنها الدم وموت الأسماك وموت المواشي، وضربة البرد المصحوب بنار، والضجيج والرعد ووقوع الجدب، وهلاك الزروع والثمار أكثر من مرة بسبب الجراد وغيره، إلى جانب آيات أخرى ورد بالتوراة أنها أصابت مصر، ومنها الظلام الدامس الذي حل على البلاد، وموت الأبكار من ابناء قوم فرعون، وأغلبها قد وردت في إشارات بتلك البردية المثيرة للجدل التي تعبر عن تحذيرات إيبور.

ويرى هذا الفريق أن البردية تكلمت بوضوح عن الدم، وضربة الماشية وضربة البرد المصحوبة بنار، وضربة الزرع التي هي غالبًا الجراد، وضربة الظلمة، وضربة الطاعون والأبكار نصًا، كما يُفهم منها أيضًا ضمنيًا ضربة الباعوض والذباب والبثور التي تسببت في موت الكثيرين، لأنها تكلمت عن الموت بأمراض مختلفة في أكثر من موضع، غير أننا نعتقد أيضًا أن إيبوير في معرض حديثه عن تلك الكوارث التي أصابت قوم فرعون، وأرض الدلتا استشهد بالأحداث التي جرت في أوائل عصر الهكسوس كأسلوب بلاغي منه في وصف فترة حكم الهكسوس بأكملها، على أنها فترة كوارث وحروب وجدب، فاختلط في كلامه أحداث بداية دخول بني إسرائيل بأحداث خروج بني اسرائيل من مصر، وهو ما يظهر في نص البردية المترجم.

محتوى بردية ايبوير (نص بردية ايبوير)

  • الورقة رقم (2-8): لقد دارت الأرض كما لو كانت طبق طعام.
  • الورقة رقم (2-11) أصاب الدمار البلاد – ضرب الجفاف والضياع مصر
  • الورقة رقم (3:13) وعم الخراب
  • الورقة رقم (4:7) وانقلبت المسكونة
  • الورقة رقم (4:2) وعمت سنوات من الفوضى لانهاية لها
  • الورقة رقم (6:1) ها قد توقفت الفوضى وانتهت المعمعة
  • الورقة رقم ( 2:5-6) المصائب في كل مكان, والدم في كل مكان
  • الورقة رقم (7:21 ) كان الدم في أنحاء ارض مصر
  • الورقة رقم (2- 10) تحول النهر إلى دم
  • الورقة رقم (7:20) كل الماء الذي في النهر تحول إلى دم
  • الورقة رقم (2:10) عاف الناس شرب الماء وابتعدوا عنة وانتشر العطش
  • الورقة رقم (3: 10-13 ) هذا هو نهرنا ومياه شربنا – هذا مصدر سعادتنا – ماذا عسانا أن نفعل إزاء ذلك – الكل أصبح خراب
  • الورقة رقم (4:14 ) خربت الأشجار وماتت
  • الورقة رقم (6:1) ما عادت تثمر وما عادت الأرض تخرج الكلأ
  • الورقة رقم (2: 10) انتشرت الحرائق – اخترقت البوابات والابنية والجدران
  • الورقة رقم (10: 3- 6) وبكت مصر ……….. انعدمت مصادر العيش – خلت القصور من القمح والشعير والطيور والأسماك.
  • الورقة رقم (6:3) فسدت وانعدمت الحبوب في كل مكان
  • الورقة رقم (3: 5) كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعواده
  • الورقة رقم (6:1) لا شيء هنا – لا ثمار ولا عشب – لا شيء سوى الجوع هنا
  • الورقة رقم (5:5) حتى مواشينا, بكت قلوبهم وناحت
  • الورقة رقم ( 9: 2-3) أنظر – ها هي الماشية تركت هائمة وليس من احد يرعاها, كل رجل يصطاد لنفسه ما هي له
  • الورقة رقم (9 :11) عم الظلام الأرض
  • الورقة رقم ( 4:3) وهام أولاد الأمراء يتخبطون بين الجدران
  • الورقة رقم (6:12) ها هم أولاد الأمراء ملقون في الشوارع
  • الورقة رقم (6 :3) حتى السجون خربت
  • الورقة رقم ( 2 :13) كثيرون هم الذين يودعون إخوانهم التراب في كل مكان
  • الورقة رقم ( 3 :14) في كل مكان أنين ونواح وبكاء
  • الورقة رقم ( 4:4 ) هؤلاء الذين كان يرقدون في غرفة التحنيط طرحوا هناك على أكوام القمامة
  • الورقة رقم (4: 2) الكل هنا عظيم كان أو صعلوك يتمنى الموت
  • الورقة رقم ( 5 :14) هل سيباد الرجال …….فلا تحمل النساء ولا تلد ! وهل ستنعدم الحياة على الأرض ويتوقف الصخب
  • الورقة رقم (7:1) انظروا النار هاهي قد ارتفعت عاليًا — قد ذهبت صوب أعداء الأرض

الورقة رقم ( 7:1-2) هاهو الفرعون قد فقد في ظروف لم يحدث مثلها من قبل

أهم الإشارات إلى قصة خروج بني اسرائيل من مصر في بردية ايبوير

1- الجفاف والقحط وانحباس الأمطار

  • الورقة رقم (2-8) :لقد دارت الأرض كما لو كانت طبق طعام
  • الورقة رقم (2-11) أصاب الدمار البلاد – ضرب الجفاف والضياع مصر
  • الورقة رقم (3:13) وعم الخراب
  • الورقة رقم (4:7)وانقلبت المسكونة
  • الورقة رقم (3: 5) كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعوادة

2- الدم الذي ملء النيل:

  • الورقة رقم ( 2:5-6) المصائب في كل مكان, والدم في كل مكان
  • الورقة رقم (7:21 ) كان الدم في أنحاء أرض مصر
  • الورقة رقم (2- 10 ) تحول النهر إلى دم
  • الورقة رقم (7:20) كل الماء الذي في النهر تحول إلى دم
  • الورقة رقم (2:10) عاف الناس شرب الماء وابتعدوا عنة وانتشر العطش
  • أن نفعل إزاء ذلك – الكل أصبح خراب
  • الورقة رقم (3: 10-13 ) هذا هو نهرنا ومياه شربنا – هذا مصدر سعادتنا – ماذا عسانا أن نفعل.

3. 3- نقص الثمرات:

  • الورقة رقم (4:14 )خربت الأشجار وماتت
  • الورقة رقم (6:1 )ما عادت تثمر وما عادت الأرض تخرج الكلأ
  • الورقة رقم (2: 10 )انتشرت الحرائق – اخترقت البوابات ولابنية والجدران
  • الورقة رقم (10: 3- 6) وبكت مصر ……….. انعدمت مصادر العيش – خلت القصور من القمح والشعير والطيور والأسماك
  • الورقة رقم (6:3) فسدت وانعدمت الحبوب في كل مكان
  • الورقة رقم (3: 5) كل ما كان بالأمس هنا موجودا بات غير موجوداً, أصاب الأرض التعب والخراب كما لو كانت ارض كتان قطعت أعوادة
  • الورقة رقم (6:1) لا شيء هنا – لا ثمار ولا عشب – لا شيء سوى الجوع هنا
  • الورقة رقم (5:5) حتى مواشينا, بكت قلوبهم وناحت
  • الورقة رقم ( 9: 2-3 ) أنظر – ها هي الماشية تركت هائمة وليس من احد يرعاها, كل رجل يصطاد لنفسه ما هي له.

4- موت فرعون غرقاً

  • الورقة رقم ( 7:1-2) ها هو الفرعون قد فقد في ظروف لم يحدث مثلها من قبل

5- الضفادع

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع