اصل العبرانيين واللغة العبرية| أوجه التشابه بين العبرية والكنعانية

اصل العبرانيين واللغة العبرية| أوجه التشابه بين العبرية والكنعانية
اصل العبرانيين واللغة العبرية| أوجه التشابه بين العبرية والكنعانية

اصل العبرانيين واللغة العبرية

اصل العبرانيين واللغة العبرية: نزح بنو إسرائيل من شبه جزيرة سيناء، وأغاروا على أرض كنعان ففتحوا قسمًا كبيرًا منها، ودانت لسلطانهم واستقروا في فلسطين حوالي القرن الثالث عشر ق.م. وإلى هذا الرأي جنح معظم المستشرقين القائلين بأن المهد الأصلي للقبائل العبرية إنما كان في شبه جزيرة طور سيناء. ويستدلون على رأيهم هذا بأن مميزات الحياة الصحراوية بارزة جدًا في اللغة العبرية، وأن الإسرائليين توارثوا هذه المميزات حتى استوطنوا فلسطين، وأن الأدب العبري القديم يتسم بطابع الصحراء.

ويذهب المستشرق مرغليوت إلى أن الوطن الأصلي للعبريين أو اصل العبرانيين لم يكن في شبه جزية طور سينا، وإنما كان في بلاد اليمن، التي كانت مهدًا لشعوب كثيرة منذ أقدم الأزمنة التاريخية. ويستدل مرغليوت على رأيه هذا بوجود ألفاظ كثيرة مشتركة بين اللغتين السبئية والعبرية، وبأن هناك شبهًا عظيمًا ملحوظًا بين بعض العادات الاجتماعية والتقاليد الدينية عند السبئيين وبني اسرائيل، وذلك في كتابه “Relations between Arabs and Israelites”.

تحميل كتاب العبرية بدون معلم pdf| ربحي كمال

والواقع أن هذين الدليليين الذين يعتمد عليهما مرغليوت لا ينطبقات على بني اسرائيل والسبئيين وحدهم بل يشملان جميع الأمم السامية، بحيث نستطيع على أساسهما، عقد مقارنة بين بني إسرائيل وعاداتهم وتقاليدهم، ولغة بابل وعاداتها وتقاليدها، ثم نستنتج من ذلك أن بني اسرائيل من أصل بابلي. إذن فترجيح أن العبرانيين القدامى نزحوا من اليمن لا يمكن قبوله، لأن القبائل العبرية عاشت في معظم العصور في شمال الجزيرة العربية.

التشابه بين العبرية والكنعانية

ذهب المستشرقون مذاهب شتى في تعليل التشابه القائم بين العبرية والكنعانية في معظم مظاهر الصوت والقواعد وأصول الألفاظ.

مسلسل شتيزل الحلقة 3 مترجمة إلى العربية

فذهب بعضهم إلى أن هذه الظاهرة ناجمة عن أن اللغة الأصلية للعبريين القامى قد اشتبكت مع اللغة الكنعانية في صراع انتهى بتغلب الكنعانية عليها، مما أدى إلى انقراض لغتهم وانتقالها إلى لغة السكان الأصليين لأرض كنعان. ويرون أن تحريفًا ملحوظًا قد طرأ على هذه اللغة في أصواتها وألفاظها وبعض قواعدها، مما أدى إلى نشوء لهجة متميزة على سائر اللهجات الكنعانية.

ويرى البعض الآخر أن هذه الظاهرة ناشئة عن أن اصل العبرانيين يعود إلى أرض كنعان، ثم هاجروا منها، ثم عادوا إليها عن طريق سيناء. وفي هذه المدة الطويلة التي قضوها في مهجرهم ظلوا محتفظين بلغتهم القديمة التي اعتراها تأثير طفيف بألسنة الأمم التي أقاموا بين أهليها. وهذا الرأي يستند على ما ترويه الكتب المقدسة عن تاريخ الإسرائيليين.

تحميل قاموس قوجمان pdf | قاموس عبري- عربي

وزعم البعض أن سبب هذه المشابهة ناجم عن أن اللغة العبرية قد تأثرت بلهجات السكان الأصليين، وبما انتقل إليها من هذه اللهجات من الألفاظ وقواعد الصرف والاشتقاق وغيرها. وهذا الرأي ظاهر الضعف، ذلك لأن التشابه القائم بين العبرية وسائر اللهجات الكنعانية هو تشابه جوهري، وليس تشابهًا سطحيًا ضئيلاً يمكن إرجاعه إلى الاقتباس. وقد قرر علماء اللغة أن الاقتباس لا يكون عادة إلا في الألفاظ، وأنه إذا انتقلت قواعد لغة إلى لغة أخرى كان هذا الاقتباس نذيرًا بفناء اللغة المقتبسة واندماجها في اللغة المقتبس منها.

المراجع التي وصلت إلينا العبرية عن طريقها

وصلت إلينا العبرية عبر ثلاثة مراجع، هي:

1- الأسفار التي دونت بها: وهي أسفار العهد القديم والتمود وملحقاتهما، وعدد كبير من المؤلفات الأدبية والعلمية والقانونية والفلسفية التي دونها بهذه اللغة علماء اليهود في مختلف العصور.

2- بعض نقوش أثرية على لوحات من الصخر أو المعدن.

3- استعمال اليهود لهذه اللغة في تلاوة بعض الأوراد الدينية ونصوص من التوراة وما إلى ذلك.

وجلي أنه لم يصل إلينا عن هذه المراجع سوى لغة الكتابة. ويستفاد مما جاء في الإصحاح الثاني من سفر القضاة أن النطق ببعض الكلمات كان يختلف آنذاك باختلاف المناطق، وأن مناطق معينة كان يعسر على أهلها النطق بألفاظ شائعة في مناطق أخرى.

الحلقة السادسة والأخيرة من المسلسل الإسرائيلي اتونوميا “حكم ذاتي”

وقد حاول المستشرقون الوقوف على كيفية نطق اليهود بالأصوات والمفردات، ولكنهم لم يتوصلوا إلى شيء يقيني في هذا الصدد، ذلك لأنه لم يصل إلينا شيء من اللهجات التي كانت مألوفة في التخاطب طوال الفترة التي كانت اللغة العبرية في أثنائها لغة محادثة بين القبائل الإسرئيلية.

أما المرجع الثاني، أي ما وصل إلينا من كتب أو نقوش أثرية على لوحات صخرية أو معدنية، فلا يمثل النطق العبري إلا في صورة ناقصة، ذلك لأن الرسم العبري في مراحله الأولى، كان مقصورًا على الرمز إلى الأصوات الساكنة في الكلمة، شأنه في ذلك شأن سائر أنواع الرسوم السامية القديمة. وهذه الأصوات الساكنة ذاتها لم تكن بارزة في ذلك النطق بروزًا صحيحًا كاملاً.

وأما المرجع الثالث والذي وصلت إلينا العبرية عن طريقه، ونعني به استعمال اليهود لهذه اللغة في تلاوة بعض الأوراد وآيات التوراة– فلا يمكن اتخاذه مرجعًا يقينيًا للنطق العبري الصحيح. ذلك لأن المستشرقين لم ينصرفوا إلى ملاحظة هذه التلاوة إلا بعد انقراض العبرية بأكثر من عشرة قرون، أي زهاء القرن السابع الميلادي. وما من شك في أن عبارات يتناقلها الخلف عن السلف خلال مدة مديدة كهذه تكون أصواتها الأولى عرضة لكثير من التبديل والتغيير.

المصدر: ربحي كمال، دروس في اللغة العبرية، ص 34- 37.

عن مصرايم

شاهد أيضاً

تطبيقات تعلم اللغة العبرية: مواقع وقواميس وكورسات أونلاين

تطبيقات تعلم اللغة العبرية: مواقع وقواميس وكورسات أونلاين

تطبيقات تعلم اللغة العبرية: مواقع وقواميس وكورسات أونلاين