قصة أول مستوطنة يهودية في فلسطين “بتاح تكفا” قرية ملبس الفلسطينية

قرية ملبس الفلسطينية 1930

مدينة بتاح تكفا

مدينة بتاح تكفا

 هي مدينة تقع شرق تل أبيب، وتعني باللغة العبرية “פתח תקווה” فتحة الأمل، تأسست عام 1878م كموشاف (مجتمع زراعي) على أرض اشتراها يهود من سكان قرية ملبس الفلسطينية، وتم تسجيلها باسم النمساوي سلومون. وقد فشلت المحاولات الأولى لإقامة قرية يهودية زراعية فيها بسبب إحاطتها بالمستنقعات المسكونة ببعوض مسبب للملاريا، إلا أنه في عام 1883 تلقى مشتروها دعمًا ماليًا من البارون اليهودي الفرنسي إدموند دي روتشيلد استخدموه في تجفيف المستنقعات وتطوير البنية التحتية.

تسمى “بتاح تكفا” أم الموشافات” أي أم المستوطنات اليهودية، حيث تبع تأسيسها إقامة عدد من البلدات اليهودية الزراعية على السهل الساحلي لفلسطين من أبرزها “ريشون لتسيون” و “زخرون يعقوب”.

أصبحت “بتاح تكفا” ملجأ ليهود تل أبيب ويافا في الحرب العالمية الأولى بعد أمر السلطات العثمانية بإخلاء منازلهم. وفي عشرينيات القرن الماضي أقيمت أول منطقة صناعية فيها لتتغير طبيعتها من زراعية إلى صناعية. وقد اعترفت سلطات الانتداب البريطاني بها كمجلس محلي عام 1921م ثم كمدينة عام 1937.

هذا هو تاريخ المكان قبل استيلاء اليهود عليه عام 1878م، لكن ما هو تاريخ هذا المكان الفلسطيني، ومن سكن هذه المنطقة قبل ذلك، وماذا كان نشاط سكانها؟ 

رئيس بتاح تكفا سلومون وابنه بنيامين في ثلاثينيات القرن الماضي

حمد النابلسي “قرية ملبس الفلسطينية”

يرجع أصل قرية ملبس عند وصول بطل شعبي من نابلس اسمه “حمد نابلسي” بعد خصومة دموية بينه وبين جيرانه، حيث قرر أن يسكن هو وعائلته الكبيرة وأصهاره في القرية، فقام بقتل سكان المكان وأقام مخيمًا فيها، وبمرور الوقت أصبح أكثر ثراءًا وكان ينجح في أي شيء يفعله. ومع ذلك فقد بدأت أيضًا عائلته في المعاناة من الوباء، ومات هو وابناء عائلته أيضًا في النهاية. وعندما علم سكان جبل نابلس بمصير عائلة النابلسي والذين كانت لهم معه خصومة دموية نزلوا إلى ملبس وقتلوا جميع السكان الباقون. وقد انتهجوا وفقًا للعادات السائدة العرف بأن أغرقوا منديل بآخر دم لبيت حمد ووضعوه على رأس حربة.

قرية ملبس عام 1912م

حمد المصري

عندما جاء إبراهيم باشا من مصر عام 1831م إلى قرية ملبس جاء معه حمد المصري وأربعين من عبيده معه، فأعجبته أراضي القرية الخصبة المليئة بموارد المياه، فدفع تعويضات للسكان الباقين في المكان واستقر فيها مع من أتوا معه إلى القرية، إلا أن مصيره لم يختلف عن سابقيه، فقد مات معظم رجاله وعبيده، وانتقل البقية إلى قرية باجا القريبة.

للمزيد إقرأ أيضًا:

وعندما رأى المصري أنه لا مستقبل للقرية التي تقلصت أراضيها إلى 41000 دونم توجه إلى تاجر من يافا يدعى تيان وعرض عليه المنطقة. إلا أن التاجر خدعه واستخلص منه وثيقة بيع لنصف المنطقة، فقرر مقاضاته وباع 2000 دونم لتاجر آخر يدعى سليم كسار ليدفع بها نفقات القضية، إلا أن قضاة يافا حكموا لصالح تيان وتبقى لحمد المصري 2600 دونم. وعندما مات استولى الجيران على هذه الأراضي، ثم أصبحت مستوطنة “بتاح تكفا” بعد أن اشتراها اليهود من سليم كسار.

ميدان باسم دونالد ترامب في شارع حاييم عوزير في بتاح تكفا

أخيرًا وعلى الرغم من بيع الكسار وغيره الأراضي الفلسطينية إلى اليهود، إلا أن مجموع الأراضي التي باعها الفلسطينيون خلال ثلاثين عامًا بلغت ثلاثمائة ألف دونم، وتم اعتبار كل من باع أرضه لليهود خائنًا وكانت تتم تصفيتهم على أيدي الفلسطينيين. كذلك لم يكن الفلسطينيون في ذلك الوقت على علم بالنوايا السيئة لليهود، وكان اليهود يقدمون إغراءات كبيرة لشراء الأرض تصل أحيانًا لعشرة أضعاف ثمن الأرض. والأهم أن الـ 2 مليون دونم التي وقعت في أيدي اليهود حتى سنة 1948م، لم يحصلوا عليها عن طريق شرائها من الفلسطينيين بل وصل معظمها إليهم عن طريق الولاة الأتراك والمنح والهدايا من الحكومة البريطانية، والشراء من عائلات سورية ولبنانية.

بتاح تكفا

الجزء الأول من حلقة بتاح تكفا “أول موشاف يهودي” حيث يسخر صناع العمل من الأكاذيب الصهيونية حول الأرض الفلسطينية الجرداء والتي حولها اليهود إلى مدن زراعية منتجة.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي

التحليل العسكري لـ معركة المزرعه الصينيه والثغره على الجانبين المصري والإسرائيلي