علاقة فشل القبة الحديدية الاسرائيلية بالقلق الأثيوبي على سد النهضة

علاقة فشل القبة الحديدية الاسرائيلية بالقلق الأثيوبي على سد النهضة

علاقة فشل القبة الحديدية الاسرائيلية بالقلق الأثيوبي على سد النهضة

علاقة فشل القبة الحديدية الاسرائيلية بالقلق الأثيوبي على سد النهضة: بعد فشل عدة مفاوضات متتالية بين مصر وإثيوبيا، رفضت الأخيرة جميع الخيارات المطروحة من الجانب المصري، لتقليل الضرر الذي سوف يقع على مياهها، ولكن مثلما تقول المقولة المشهورة “ما خفي كان أعظم”، دارت الكثير من الأسئلة عن سبب قوة أثيوبيا أو تعنتها في وجه مصر بهذا الشكل الواضح والصريح، هل هناك من يساندها في الخفاء لتتحدى مصر بدون خوف؟؟

الإجابة هي: نعم، هناك يد خفية تعمل في صمت وهي إسرائيل. على الرغم من أن دورها في البداية كان مستترًا إلى حد ما في قضية ملف سد النهضة، واقتصر بشكل كبير على معلومات غير موثوقة نشرتها بعض المواقع الإسرائيلية في عام 2019، حول وجود منظمة دفاع جوي إسرائيلي قصيرة المدى من نوع “سبايدر” حول سد النهضة.

بيد أن هذا الدور اتضح بشكل كبير من خلال تصريحات أدلى بها المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية “دينا مفتي”، قال فيها إن بلاده من الممكن أن تبيع الطاقة الكهربائية والمياه الفائضة عن حاجتها إلى أي طرف، بما في ذلك إسرائيل، وهو ما ألقى مزيدًا من الضوء على نيات تل أبيب في هذا الصدد.

للمزيد إقرأ أيضًا:

ويجب أن نذكر هنا أن كل من تل أبيب وأديس أبابا قد وقعا عى عدة اتفاقيات بين الأعوام 1990- 1996، وهذا من أجل إقامة مشاريع نهرية على بحيرة تانا على النيل الأزرق، حيث كانت تسعى إسرائيل في الحصول على حصة من مياه نهر النيل، وكان ذلك واضحًا بشكل أكبر خلال زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أديس أبابا في عام 2016، إذ قال بوضوح إن إسرائيل سوف تساعد إثيوبيا في تحسين وزيادة حصتها من مياه النيل، وسوف تدعم قطاعها الزراعي.

وللعلم فإن أحد نقاط ضعف إسرائيل يكمن في احتياجها للماء، إذ حاولت مرارًا الضغط على الحكومات المصرية لتنفيذ مشاريع لنقل مياه النيل إلى الأراضي الفلسطينية عبر سيناء، ولكنها لم تنجح؛ وبالتالي وضعت إسرائيل عينها على إثيوبيا، لتتعاون معها في ملف سد النهضة، ومشاركة شركات إسرائيلية في التجهيز للمشاريع المستقبلية، لتصدير الطاقة الكهربائية من أثيوبيا إلى عدة دول.

وقد ظلت الأمور على هواء أثيوبيا الفترة الماضية، ولكن دوام الحال من المحال؛ فالدرع الذي كانت تستند عليه زال. وبعد أن فُضحت إسرائيل على يد المقاومة الفلسطينية بعد انهيار القبة الحديدية، والذي جاء باعتراف بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي قال إن نجاح القبة الحديدية في التصدي للصواريخ بلغ 20% فقط، وهو انتكاسة مهولة في الرقم، بعد أن كان نتنياهو شخصيًا يجادل أمام ناخبيه ومستوطنيه بأن قدرتها 100%.

بالإضافة إلى الخسائر المادية الفادحة التي تلقتها كسبب في انهيار اقتصادها خلال أيام قليلة فقط، بجانب سقوط عدد من القتلى والمصابين، باتت إسرائيل هي من تريد من يقف إلى جانبها، وأصبحت أثيوبيا تقف مثلما يقولون على الحدود وحيدة، والرعب والخوف يملئان قلبها، خصوصًا وأن خيار الحرب مازال مطروحًا على طاولة ملف سد النهضة، خاصة بعد أن هددتها مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسي بشكل رسمي مسبقًا، فهل ستظل أثيوبيا في تعنتها أم سترضخ للأمر الواقع ولسقوط من كان يساندها؟ وترجع عما كان في نواياها من إحداث أضرار في مياه مصر؟؟

كل هذه الأسئلة سوف تجيب عليها الأيام المقبلة؟؟؟

المصدر: قناة المجلة

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال 'إسرائيل اليوم' عن غزو حزب الله

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال ‘إسرائيل اليوم’ عن غزو حزب الله

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال 'إسرائيل اليوم' عن غزو حزب الله