وضع ومكانة المرأة في اليهودية

وضع ومكانة المرأة في الديانة اليهودية

مكانة المرأة في اليهودية

وضع ومكانة المرأة في اليهودية: بما لا شك فيه هو اتفاق جميع الأديان السماوية على حقيقه واحدة وهي خلق الله الكون، ومن بعدها خلق الإنسان، ولكن الاختلاف يظهر بعد خلق الله لآدم وحواء، حيث تظهر مكانة المرأة في اليهودية.

حواء هي صاحبة الخطيئة الأولى

فهى اصل الشرور، وبحسب الروايه التوراتيه فالحيه قد وسوست لحواء ان تأكل من الشجره، وحواء وسوست لآدم ان يأكل معها. وعندما لام الرب آدم على ما فعله ألقى كل الذنب على حواء، فقال آدم أنها المرأة التى جعلتها معي هى من أعطتني من الشجرة فأكلت.

إقرأ أيضًا: قصة أول مستوطنة يهودية في فلسطين “بتاح تكفا”

يذكر سفر التكوين (3 :12) أن الرب قال للمرأه: أزيدُ تعَبَكِ حينَ تَحبَلينَ، وبالأوجاعِ تَلِدينَ البَنينَ. إلى زَوجكِ يكونُ اَشتياقُكِ، وهوَ علَيكِ يسودُ». في حين قالَ لآدمَ: «لأنَّكَ سَمِعتَ كلامَ اَمْرأتِكَ، فأكَلْتَ مِنَ الشَّجرَةِ التي أوصَيتُكَ أنْ لا تأكُلَ مِنها تكونُ الأرضُ مَلعونَةً بِسبَبِكَ. بِكَدِّكَ تأكُلُ طَعامَكَ مِنها طولَ أيّامِ حياتِكَ. شَوكًا وعَوسجا تنبِتُ لكَ، ومِنْ عُشْبِ الحقلِ تقتاتُ. بِعَرَقِ جبينِكَ تأكلُ خبزَكَ حتى تَعودَ إلى الأرضِ لأنَّكَ مِنها أُخذْتَ. فأنتَ تُرابٌ، وإلى التُّرابِ تعُود.”

وبالتالي ووفقًا للمنظور الدينى والتصورات التى يؤمن بها اليهود حول مكانة المرأة في اليهودية، ومن خلال مصادرهم الدينية يترسخ اعتقاد (توريث الذنب)، أى أن المرأة قد ورثت الذنب من أمها حواء. وعلى ذلك يروا أن الطمث والحمل والولادة هى عقاب للمرأة على ذنب حواء الابدى.

تسع لعنات على المرأة

وقد ذكر أحد الحاخامات اليهود تسع لعنات على المرأة بسبب السقوط من الفردوس: “على المرأة تسع لعنات ثم الموت، الطمث، دم العذرية، تعب الحمل، الولادة، تربيه الأطفال، وتغطيه رأسها كأنها فى حداد، وتخرم اذنها مثل الجارية، ولا يؤخذ بشهادتها، وبعد كل هذا الموت.

شاهد أيضًا: اليهود قادمون: كهنة الهيكل اليهودي والأسادو الأرجنتيني

نجاسة المرأة

ومن أشهر الاعتقادات فى اليهودية، أن نجاسة ولادة الأنثى ضِعف نجاسة ولادة الذكور، حيث إن المدة التي تظل فيها المرأه فى حالة نجاسة بعد أن تلد ذكرًا تكون أسبوع . أما الأنثى فتكون ضعف الفترة أى أسبوعين.

ومن بعض الأحكام الصارمة التي تخص المرأة فى العهد القديم، أن المرأة الحائض مُدنسه وانها تُدنس كل ما حولها، وأى شئ أو شخص  تلمسه يكون مُدنسا يوم كامل.

وقديما كانت تُنفى المرأة الحائض إلى بيت يسمى “بيت الدناسه ” لكى يتجنبوا التعامل معها. ويعتبر التلمود المرأه الحائض قاتله حتى بدون ان تلمس أحد.

وحتى الآن يتلوا اليهود في بعض الطوائف الارثوذكسية فى صلاتهم:”نحمد الله اننا لم نخلق نساء، والنساء يقلن نحمد الله على انه خلقنا كما يشاء”.

كذلك يوجد دعاء آخر في كتاب الصلاة لدى اليهود: الحمد لله الذى لم يخلقنى وثنيًا، الحمد لله أنه لم يخلقني امرأة، والحمد لله أنه لم يخلقني جاهلاً.

إقرأ أيضًا: من هي دليلة التي حطمت قلب شمشون الجبار؟

فهم يروا: “أنه من الخير إنجاب الذكور، ومن الشر إنجاب الإناث؛ فالجميع يسعد بميلاد الذكور ويحزن لميلاد الإناث”.

والمرأة فى العقيدة اليهودية تباع وتشترى كما ورد فى سفر الخروج: “إذا باع الرجل ابنته ،لا تخرج كما يخرج العبيد، فهى دائمًا تكون تحت سلطان أبيها أو زوجها”.

ولذلك ليس للمرأة فى العقيده اليهوديه أي حق فى تركة زوجها، ولكنه يكون الوريث الأول لها بعد موتها. فقد ورد فى التلمود:”انه ليس للمرأة ان تمتلك اى شىء، فكل ما تمتلكه هو ملكاً لزوجها أما كل ما يمتلكه الزوج فهو له، وكل ما تمتلكه الزوجة ملكا له أيضا.

كما كانت المرأه ممنوعة أيضًا من تعلم الشريعة، فهى لا يحق لها أن تدرس التوراة أو الشريعة. كما لا يحق للرجل أن يعلم ابنته التوراة. وقد صرح أحد الحاخامات اليهود انه من الافضل ان يحترق كتاب التوراة من أن تقرأه امرأة.

ويوجد في العهد القديم بعض من الملامح الإيجابية للمرأه فى القصص التوراتيه. فقد ذُكر عدد قليل من النساء كشخصيات مهمة مثل: راعوث، وحنه، ومريم، وغيرهن.

وقد ذُكر في سفر القضاة من باب مشاركة المرأة في الحياة العامة، ” دبوره” والتي تولت مناصب رفيعة “كالقضاء”.

وفى الختام نرى أن من الواضح فى  وضع المرأه فى العقيدة اليهوديه قد مر بتغيرات كثيرة على مر العصور، كما تأثر بكل العوامل المحيطة، من حيث الظروف الاجتماعية والتاريخية.

ولابد أيضا النظر إلى أن التناخ أو العهد القديم لم يُكتب فى وقت واحد بل كُتب فى أوقات مختلفة، وعلى أيدي محررين مختلفين (حاخامات وعلماء)، فاختلفت آراؤهم وفقا للظروف المحيطة بهم، وبالتأكيد قد أثر ذلك على الأحكام المتعلقة بالمرأة فى الديانة اليهودية.

عن أسماء طارق طاهر

شاهد أيضاً

موسى بن عمران في الخطط المقريزية

موسى بن عمران في الخطط المقريزية

موسى بن عمران في الخطط المقريزية

2 تعليقات

  1. مقال في غاية الروعة استمتعت بقراءته وأتمنى أن أقرأ المزيد من مثل هذه المقالات أحسنتي أستاذة

  2. جميل جداً يا سمسم ❤️🌸🌸🌸🌸 استمري 💪💪❤️❤️❤️🌸

%d مدونون معجبون بهذه: