ما هي خطورة احتواء "صفقة القرن" على خريطة؟

ما هي خطورة احتواء “صفقة القرن” على خريطة؟

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تفاصيل خطة “السلام” الأمريكية، والمعروفة بـ “صفقة القرن” يوم الثلاثاء الماضي، وكانت أحد معالم الخطة الدبلوماسية، هي أنها تقدم خريطة حقيقية، توضح كيف تتصور الإدارة الأمريكية الحدود النهائية لدولة الاحتلال. وبهذا تكون هذه هي المرة الأولى التي تحتوي فيها أي خطة أمريكية للشرق الأوسط على خريطة.

وبحسب ما نشرته الجيروزاليم بوست، بعد أن تم الحديث عن الخرائط، واقتراح ماهيتها، تم وضع الخرائط وعرضها في الاجتماعات الخاصة. وهو الأمر الذي لم يحدث خلال مفاوضات أوسلو، أو في كامب ديفيد بين إيهود باراك وياسر عرفات، حيث لم يتم تقديم خرائط رسمية واضحة تحدد حدود “إسرائيل” المستقبلية، وحدود الدولة الفلسطينية المستقبلية للجمهور.

للمزيد إقرأ أيضًا:

وأضافت البوست، في إحدى الحالات الشهيرة، كشف رئيس الحكومة آنذاك إيهود أولمرت عن خريطة رسمية في عام 2008 خلال اجتماع خاص مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أظهر من خلالها عن استعداده للانسحاب إلى حدود مشابهة جدًا لخطوط عام 1967، مع استبدال الأراضي داخل إسرائيل مع الفلسطينيبن، في مقابل ضم إسرائيل للكتل الاستيطانية الكبيرة.

وأضافت، بموجب خطة أولمرت، تتنازل إسرائيل عن أكثر من 94٪ من الضفة الغربية، وتعوض الفلسطينيين على أساس واحد إلى واحد تقريبًا مقابل الـ 6٪ المتبقية. كما تنسحب إسرائيل أيضًا من الأحياء العربية في القدس الشرقية، وتضع جبل الهيكل والمدينة القديمة تحت السيطرة الدولية.

أما فيما يخص الخريطة التي قدمها ترامب مرافقة لـ “صفقة القرن”، فقد أشارت الصحيفة إلى أنه، قد يرى البعض بأن هذه خطة أمريكية وخريطة أمريكية، وبالتالي فهي ليست ملزمة لأحد. لكن على الرغم من صحة هذا الأمر، فإنه بالنظر إلى التعاون الوثيق بين القدس وواشنطن، وبالنظر إلى المدخلات التي قدمتها إسرائيل في وضع الخطة، فمن غير المتصور أن يكون ترامب قد قدم هذه الخريطة دون موافقة القدس.

إن خطورة الخريطة، وكما أوضح أحد كبار المسؤولين الأمريكيين، أنه لأول مرة منذ 52 عامًا منذ حرب 67، هناك خريطة تشير إلى أن الجميع يرون ما تعتقد إسرائيل أنه يمكنها العيش معه في سياق الدولة الفلسطينية.

كما أشارت البوست، إلى أنه من الواضح أن عرض الخريطة لا يشكل صفقة، ولا يوجد ما يضمن وجود دولة فلسطينية. لكن إذا كانت هناك خريطة، فإن هذه الخريطة تُظهر المناطق التي تشعر إسرائيل أنها يمكن أن تعيش فيها في سياق تلك الدولة. إنها تُظهر، للمرة الأولى، أن الأرض التي تشعر إسرائيل أنها حيوية لها لكي تحافظ علي وضع تتنازل فيه عن الأراضي للفلسطينيين لكي تنقصل عنهم؛ وبهذا تتفق الجيروزاليم بوست مع رأي اليسار الإسرائيلي، الذي رأى أن “صفقة القرن” ليست خطة للسلام، وإنما خطة “فصل عنصري”.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال 'إسرائيل اليوم' عن غزو حزب الله

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال ‘إسرائيل اليوم’ عن غزو حزب الله

التقاء الجبهات أصبح واقعاً: مقال 'إسرائيل اليوم' عن غزو حزب الله