مصرايم بن حام| الأصل والتاريخ

مصرايم بن حام| الأصل والتاريخ

مصرايم بن حام

مصرايم بن حام اسم شخصية ظهرت في العهد القديم في سفر التكوين، كأحد ابناء حام بن نوح عليه السلام، ثم يستمر سفر التكوين ليطلق الاسم “مصرايم” على أحد البلاد، وهي مصر.

وَبَنُو حَامٍ: كُوشُ وَمِصْرَايِمُ وَفُوطُ وَكَنْعَانُ. وَبَنُو كُوشَ: سَبَا وَحَوِيلَةُ وَسَبْتَةُ وَرَعْمَةُ وَسَبْتَكَا. وَبَنُو رَعْمَةَ: شَبَا وَدَدَانُ. (سفر التكوين 10: 6- 7)

لذلك؛ فإن الاسم العبري مصرايم מִצְרָיִם، والذي يقابل بالعربية الاسم مصر، هو الاسم العبري والآرامي لأرض مصر، وتم إضافة اللاحقة التي تدل على المثنى “ايم ים” في آخر الكلمة ربما في إشارة إلى “مصريين”، أي مصر العليا ومصر السفلى.

إقرأ أيضًا: الفرق بين مصطلح يهودي وإسرائيلي وعبري وصهيوني

كما تعنى كلمة مصرايم أيضا في العبرية “تل” أو “حصن”، وهو أيضا اسم شعب ينحدر من حام بن نوح. وهو الاسم الذي أطلقه العبرانيون عمومًا على أرض مصر وشعبها.

وفقًا لما ورد في سفر التكوين (10: 13- 14)، فإن أولاد مصرايم بن حام هم: “وَمِصْرَايِمُ وَلَدَ: لُودِيمَ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ،  وَفَتْرُوسِيمَ وَكَسْلُوحِيمَ. الَّذِينَ خَرَجَ مِنْهُمْ فِلِشْتِيمُ وَكَفْتُورِيمُ”. ووفقًا لنفس الإصحاح في سفر التكوين كان مصرايم بن حام الأخ الأصغر لكوش، والأخ الأكبر لفوت وكنعان، اللذين شكلوا مع عائلاتهم الجنس البشري الذي ينحدر من نسل نوح.

وتعد مصر في سفر الخروج بيت العبودية. ففي خطابه لبني إسرائيل عن الفصح، قال النبي موسى: “اذْكُرُوا هذَا الْيَوْمَ الَّذِي فِيهِ خَرَجْتُمْ مِنْ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ، فَإِنَّهُ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ أَخْرَجَكُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَا. وَلاَ يُؤْكَلُ خَمِيرٌ” (الخروج 13: 3).

كما يحرم سفر التثنية على بني إسرائيل أن يمقت اليهودي المصري، “لا تَكْرَهْ مِصْرِيًّا لأَنَّكَ كُنْتَ نَزِيلًا فِي أَرْضِهِ”. (سفر التثنية 23: 8).

وتقدر المصادر اليهودية أن حام بن نوح قد ولد عام 1556 بعد بداية الخلق، ما يقارب 2205 قبل الميلاد، وأن الطوفان قد حدث عام 1656، وأنه يمكن تقدير أن حام بن نوح قد أنجب مصرايم بعد عامين من حدوث الطوفان، أي عام 1568. وأنه يمكن تقدير بداية الحياة في مصر في عام 1678 منذ بدء الخلق، ما يقارب 2083 قبل الميلاد، وتعتمد هذه المصادر في هذه التقديرات على ذكر الأجيال التي تلت الطوفان والمذكورة في التوراة في سفر التكوين، والتي تذكر أن حام قد عاش ما يقارب 2000 عام

ذكر مصرايم في المصادر القديمة

وقد تم ذكر مصر في المصادر القديمة في اسماء مشابهة للاسم العبري “مصرايم، حيث تذكر بعض النصوص التي تعود للإمبراطورية البابلية الحديثة الاسم مصرايم، في الإشارة إلى مصر. حيث نقش الاسم مصرايم على بوابة عشتار. كما تشير النقوش الأوغاريتية إلى مصر باسم “مصرم”. وفي القرن 14 قبل الميلاد ذكرت مصر في رسائل تل العمارنة باسم “مسري”. أما في اللهجة الآرامية الآشورية الحديثة فقد تم ذكر مصر باسم “موسير”، والكلمة العربية الفصحى هي “مِصر”، وهو الاسم الذي ُذكر في القرآن الكريم، بينما تنطق الكلمة مَصر (بفتح الميم) في اللغة العامية المصرية. وتشير بعض النقوش المصرية القديمة في زمن أخناتون إلى مصر باسم “مصرة”، وإلى المصريين باسم “مصراوي”.

شاهد أيضًا: الحلقة الأولى من مسلسل ساعة الاغلاق| ساعات قبل حرب أكتوبر

كما ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصري، أن المؤرخ مانيتون قد أشار إلى أن العصور الكلاسيكية القديمة التي يتفاخر بها المصريون اللاحقون قد سبقت الطوفان، وأنهم ينحدرون بالفعل من مصرايم بن حام بن نوح، الذي عاش في مصر بعد حادثة الطوفان. كما روى مؤرخون من العصور الوسطى الإسلامية قصة مماثلة، مثل سبط بن الجوزي وابن عبد الحكم والطبري وخواند مير، والذين أشاروا إلى أن الأهرامات قام ببناءها الأمم الضالة قبل وقوع الطوفان، وقام مصرايم بإعادة أحياء المنطقة وإعمارها بعد أن كُلف بذلك . كما أن الروايات الإسلامية تجعل من مصرايم هو ابن البنسار أو بيسار وحفيد حام وليس ابنًا مباشرًا لحام ، وتشير إلى أنه عاش حتى عمر 700 سنة.

ويعتقد بعض العلماء أنه من المحتمل أن مصرايم هي كلمة مرادفة لكلمة “مسر”، والتي تعني الأرض، وأنها ليست اسم علم، وقد ترجمها الفراعنة الأوائل الذي عاشو في طيبة، وأسسوا المملكة الوسطى فيما بعد إلى تا وي (التي تعني الأرضان- جمع أرض) .

إقرأ أيضًا: تحميل كتاب أساطير التوراة الكبرى وتراث الشرق الأدنى pdf

بيد أنه وفقًا للمؤرخ البيزنطي جورج سينسيلوس، فإن مانيتون قد ذكر أن مصرايم قد عاصر الفرعون الأول موحد القطرين مينا “نارمر”، والذي يُنسب إليه توحد المملكة المصرية القديمة، وبناء مدينة منف.

باستثناء ذلك اقترح العالم دايفيد رول تفسير آخر مختلف بعض الشيء، وهو أنه من بين أتباع الحاكم السومري ميشكي أنغشير، كان شقيقه الأصغر رجل قوي وقائد ذو شخصية عظيمة، والذي كان رئيسًا لقبيلة الصقر، أحفاد حورس؛ ولذا فقد أطلق العهد القديم على حورس الجديد الاسم “مصرايم”، غير أن هذا الاسم في الواقع ليس أكثر من لقب، والذي يعني “أتباع أسر Asr”، وأن الاسم مصر باللغة العربية يعني “من مصر” بإضافة حرف الجر العربي م “من”

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع