كنائس اليهود كما جاءت في الخطط المقريزية 1

كنائس اليهود كما جاءت في الخطط المقريزية

كنائس اليهود في كتاب المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار

يذكر المقريزي عند ذكره كنائس اليهود، أن المفسرون قد قالوا في قول الله عز وجل: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ “، “الصوامع للصابئين، والبيع للنصارى، والصلوات كنائس اليهود، والمساجد للمسلمين”.

معنى كلمة كنيس

قال ابن قتيبة: “والكنيس كلمة عبرية معناها بالعربية الموضع الذي يجتمع فيه للصلاة، ولهم بديار مصر عدة كنائس، منها كنيس دموه بالجيزة، وكنيس جوجر من القرى الغربية، وبمصر الفسطاط كنيس بخط المصاصة في درب الكرمة، وكنيسان في خط قصر الشمع، وبالقاهرة كنيس بالجودرية، وفي حارة زويلة خمس كنائس.

كنائس اليهود في مصر

كنيس دموه

يعد هذا الكنيس أعظم معبد لليهود بأرض مصر، فإنهم لا يختلفون في أنه الموضع الذي كان يأوى إليه موسى بن عمران صلوات الله عليه، حين كان يبلغ رسالات الله عز وجل إلى فرعون مدة مقامه بمصر، منذ قدم من مدين إلى أن خرج ببني إسرائيل من مصر.

للمزيد إقرأ أيضًا:

ويزعم اليهود أنهم بنوا هذا البناء بعد خراب بيت المقدس الخراب الثاني، على يد طيطش ببضع وأربعين سنة، وذلك قبل ظهور الملة الإسلامية بما ينيف على خمسمائة سنة.

وبهذا الكنيس شجرة زيزلخت في غاية الكبر، لا يشكون أنها من زمن موسى عليه السلام، ويقولون أن موسى عليه السلام غرس عصاه في موضعها، فأنبت الله هناك هذه الشجرة، وأنها لم تزل ذات أغصان نضرة وساق صاعد في السماء، مع حسن استواء وثخن في استقامة، إلى أن أنشأ الملك الأشرف شعبان بن حسين مدرسته تحت القلعة، فذكر له حسن هذه الشجرة، فتقدم بقطعها لينتفع بها في العمارة، فمضوا إلى ما أمروا به من ذلك، فأصبحت وقد تكورت وتعقفت وصارت شنيعة المنظر، فتركوها واستمرت كذلك مدة، فاتفق أن زنى يهودي بيهودية تحتها فتخدلت أغصانها وتحات ورقها، وجفت حتى لم يبق بها ورقة خضراء، وهي باقية كذلك حتى يومنا هذا.

ولهذا الكنيس عيد، يرحل اليهود بأهاليهم إليه في عيد الخطاب، وهو في شهر سيوان، ويجعلون ذلك بدل حجهم إلى القدس. وقد كان لموسى عليه السلام أنباء قد قصصها الله تعالى في القرآن الكريم وفي التوراة، وروى أهل الكتاب، وعلماء الأخبار من المسلمين كثيرًا منها.

كنيس المصاصة

يجعل اليهود هذا الكنيس، وهو بخط المصاصة من مدينة مصر، ويزعمون أنه قد رمم في خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وموضعه يعرف بدرب الكرمة، وبني في سنة خمس عشرة وثلثمائة للإسكندر، وذلك قبل الملة الإسلامية بنحو ستمائة وإحدى وعشرين سنة، ويزعم اليهود أن هذا الكنيس كان مجلسًا لنبي الله إدريس.

كنيس الشاميين

هذا الكنيس بخط قصر الشمع من مدينة مصر، وهو قديم مكتوب على بابه بالخط العبراني حفرًا في الخشب، أنه بني في سنة ست وثلاثين وثلثمائة للإسكندر، وذلك قبل خراب بيت المقدس، والخراب الثاني الذي خربه طيطش بنحو خمس وأربعين سنة، وقبل الهجرة بنحو ستمائة سنة. وبهذا الكنيس نسخة من التوراة، لا يختلفون في أنها كلها بخط عزرا النبي، الذي يقال له بالعربية العزير.

كنيس العراقيين

هذا الكنيس أيضًا بخط قصر الشمع.

كنيس بالجودرية

هذا الكنيس بحارة الجودرية من القاهرة، وهو خراب منذ أحرق الخليفة الحاكم بأمر الله حارة الجودرية على اليهود.

كنيسة جوجر

هذا الكنيس من أجلّ كنائس اليهود، و يزعمون أنه ينسب لنبيّ اللّه إلياس (عليه السلام)، و أنه ولد به و كان يتعاهده في طول إقامته بالأرض إلى أن رفعه اللّه إليه الياس.

كنيسة القرّائين

هذا الكنيس كان يسلك إليه من تجاه باب سرّ المارستان المنصوريّ في حدرة ينتهي إليها بحارة زويلة، و قد سدّت الخوخة التي كانت هناك، فصار لا يتوصل إليها إلّا من حارة زويلة، وهي كنيسة تختص بطائفة اليهود القرّائين.

كنيسة دار الحدرة

هذا الكنيس بحارة زويلة في درب يعرف الآن بدرب الرايض.

كنيسة الربانيين

هذا الكنيس بحارة زويلة بدرب يعرف الآن بدرب البنادين، يسلك منه إلى تجاه السبع قاعات، وإلى سويقة المسعوديّ وغيرها، وهو كنيس يختص بالربانيين من اليهود.

كنيسة ابن شميخ

هذا الكنيس بجوار المدرسة العاشورية من حارة زويلة، وهو مما يختص به طائفة القرّائين.

كنيسة السمرة

هذا الكنيس بحارة زويلة في خط درب ابن الكورانيّ، يختص بالسمرة، وجميع كنائس القاهرة المذكورة محدثة في الإسلام بلا خلاف.

عن عزيزة زين العابدين

مترجمة لغة عبرية، وباحثة في الشئون الإسرائيلية في تخصص تحليل الخطاب السياسي الإسرائيلي.

شاهد أيضاً

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع

الفرق الیھودیة القدیمة وتأثيرها في الواقع